وأخذنا فيها وقتًا، ومنها سافرنا إلى الخرطوم العاصمة المثلثة، واستقبلنا فيها أنصار السنة في (أم درمان) استقبالاً رائعًا؛ والسببُ في ذلك: أن الشيخ المدني أعطانا رسائل إلى أنصار السنة، ولما قرأ الرسالة أكرمونا إكرامًا كبيرًا عند الشيخ إسماعيل طاهر حوالي عشرة أيام، وقد أخذ الهاتف واتصلت برئيس أنصار السنة في (أم درمان) واسمه طاهر كردي، وأخبره أننا متوجهون إليهم، وقد سافرنا في القطار وعلى نفقة أنصار السنة، وعندما وصلنا إلى (أم درمان) استقبلنا أنصار السنة هناك وعلى رأسهم الشيخ طاهر كردي؛ وقد كان استقبالاً رائعًا وقد أنزلونا في قصر من الطراز الحديث، فيه مكتبة كبيرة رائعة كلها من كتب الحديث والعقيدة؛ وهذه المكتبة التي عرفت فيها كتب الحديث والعقيدة؛ وكان المسئول عن المكتبة يأتينا كل صباح ويفتح لنا المكتبة، وقمت بتقييد أسماء الكتب، وبدأتُ بشراء كتب الحديث.
واستفدتُ هناك فائدة لم استفدها طوال رحلتي؛ حيث تعرفتُ على كتب العلم، وصرتُ أشتريها، لأن معي نقود كثير، حيث خرجت من البلاد ومعي ١٥٠جنيهًا مصريا، وهذا مبلغٌ كبير؛ وعندما وصلت إلى جدة في تلك السنة صرفت الجنية بخمسة عشر ريالاً سعوديًا.
وبقيت في (أم درمان) مدةً ندرُس ونتجوّل حتى صرنا نذهب إلى البر وإلى القرى، نلقي الدروس والمحاضرات.