واسمُه وديعة الله، وطلب منا البقاء عندهم والعلم في التدريس، وصرنا ندرس في مركز أنصار السنة ودرسنا عندهم إلى نهاية شهر شعبان سنة ١٣٦٧هـ، وكانت في (بورسودان) مكتبة عظيمة، فيها كلّ شيء، وكان المسئول عنها مصريًّا، وكنت دائمًا عندَه اشترى الكتب حتى اشتريت صناديق كثيرة من كتب الحديث والعقيدة.
ولقد عزمنا على التوجه إلى المملكة، وكانت الكتب في أربع شنط كبيرة أخذناها إلى الباخرة، فقال لي الإنجليزي المشرف على الرحلات: افتح الشنط، وفتحناها، وعندما رآها تعجّب وقال: أنتم تجّار كتب أم كتبيّون؟، قلت: لا، نحن طلبة علم، قال: لماذا الكتب الكثيرة، قلت: نحمل هذه نتعملها وندرسها؛ قال: هذه الكميّة لا يأخذُها أحدٌ إلا إذا كان تاجرًا، ولا بدّ من جمرك، قلت للمترجم: قل له: هذه الكتب لو أعطتني (بورسودان) لا أعطيك إيّاها لأنها كلها غير موجودة في الحجاز، فتعجّب وقال: ما دام الأمر هكذا أغلقوها وارفعوها للباخرة.