ثم انتقلتُ إلى المدينة المنورة عام ١٣٧١هـ، وذلك بعد أن مكثتُ في مكة أربع سنوات كنت خلالها أدرس في الحرم؛ وذلك بعد أن استأذنتُ الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ الذي كان مسئولاً عن الدروس في ذلك الوقت.
وعندما وصلتُ إلى المدينة المنورة بدأت في دراسة العلوم الشرعية، فالتحقتُ بدار العلوم، وذلك بعد أن ساعدي في ذلك الشيخ أبو بكر التنبكتي، ودرسنا في دار العلوم عددٌ من الشيوخ منهم: محمد الحافظ، وعمر بري، وعبده خديع الذي كان من أعظم المدرسين في هذه المدرسة.
ويواصل فضيلتُه حكايته مع العلم:
وبعد ذلك حرصت على الانضمام إلى الحلقات الدينية في المدينة المنورة، والتي كان يدرس فيها أساتذة دار العلوم، بالإضافة إلى الشيخ محمد عبد الله المدني الذي كان إمام الحرم النبوي قبل الشيخ عبد العزيز بن صالح؛ فقام الشيخُ المدين ببناء مدرسة.
وقد كتبت عنه كتابا وسبب هجرته من المدينة وتركه الإمامة أنه عندما كان إماما في ذلك الوقت حدث بينَه وبين أهل المدينة سوء تفاهُم، فقدم استقالتَه وسافر إلى بعض الجهات كالهند واليمن، ومن هناك جاء إلينا في مدين ة (جاوا) ؛ وقد استفدُُ منه بشكلٍ كبيرٍ في العوم الدينية؛ حيث أنني وزملائي لم نكن آنذاك قد اطلعنا على كتب السلف التي كانت موجودة عند الشيخ محمد المدني الذي افتتح مدرسةً للتوحيد والسنة.
يضافُ إلى ذلك: أنني استفدتُُّ من رحلتي للهند التي اطلعتُ على مكتبات تراثية هامة، هي المكتبة السعيدية والأوصفية ومكتبة المعارف والمكتبة العثمانية؛ وصورت من هذه المكتبات باسم الجامعة نحو (٥٠٠) من المخطوطات، موجودة في مكتبة الجامعة؛ وكذلك في مكتبة بتنة في بيهار الهندية تحتوي على مخطوطات عن مختلف الفنون.