ورغم تخصصي الفريد في علم الحديث لا أستطيعُ أن أصفَ نفسي بأنني محدِّث؛ لأن المحدث نادر الوجود، لا سيّما في عصرنا هذا، خاصة وأن كثرة الكتب لم تترك أيّ مجال لأي فرد يتطلع أن يصبح محدِّثا بالمعنى الصحيح؛ فالمحدِّث في العصر الحديث هو الذي يعرف مراجع الأحاديث التي يريدُها للاستعانة بها في أيِّ كتاب.
وقد تغيّر مفهوم المحدِّث في الوقت الحاضر مقارنةً بنظيره في زمن الحافظ ابن حجر والذهبي والبيهقي والخطيب؛ فالمحدِّث الذي كان موجودًا في القرون الرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتاسعة لا يوجد إطلاقا في القرن الحالي.
وكيف ترى سبل إعادة إحياء دور المحدِّث من جديد في الوقت الحاضر؟
سيتم إحياء هذا الدور من جديد بمشيئة الله ما دامت الجامعات مستمرة في أداء واجباتها على الوجه الأكمل؛ خاصة وأنّ هناك تخصصات لعلم الحديث في الجامعات، ستُعيدُ للحديث نشاطه وانتشاره؛ وسيوجد من بين أولئك الذين تخصصوا في هذا العلم محدِّثون بالمعنى الصحيح؛ وآملُ أن يتحقق ذلك.