للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكتب له المعلم غيرها، وهكذا حتى يحفظ القرآنَ كاملاً.

وبعد حفظه يذهب إلى حلقات العلم الأخرى فيحفظ من علوم اللغة وغير ذلك.

فلم يبلغ الوالد سنّ الرشد حتى أصبح يحفظ شيئًا كثيرًا من المنظومات؛ فقد كان يحفظ "الملحة" للحريري، و "الشافية" لابن مالك، و "الألفية" له؛ ويحفظ أكثرَ من منظومة في الصرف.

ويحفظ "الألفية" في أصول الفقه للسيوطي، وكذلك "جمع الجوامع" في الأصول ـ المتن ـ للسبكي، ويحفظ "المعلّقات السبع"، وقصائد الجاهليين، و "مقصورة ابن دُريد"، ويحفظ منظومة في حروف الجُمَّل؛ وهذه المنظومة لقّنها كثيرًا من طلبة العلم في هذه البلاد وشرحها لهم وكتبوها عنه.

كما يحفظ منظومةً طويلة في التنجيم، كان يذكرُ لنا من ناظمها عندما يذكرها (نسيت ما اسمه) .

ويحفظ "مختصر خليل" مثل الفاتحة.

كما كان يقول لنا: أن له "ديوان شعر" تركَه في أفريقيا لم يحضره معه لَمّا هاجر إلى هذه البلاد المباركة؛ لأنّه خرج من أفريقيا متسلّلاً لا يحمل معه سوى مصحف خوفًا من الاستعمار الفرنسي والبريطاني؛ فقد كان المستعمر لا يسمح لأحدٍ من أهل أفريقيا أن يخرج منها إلى الحرمين كما كان يذكر لنا "رحمه الله تعالى" أنه عندما جَهّزَ نفسَه للرحيل هو وزميلاه الاثنان خرج ليلاً ممتطيًا كلّ واحد منهم جملَه، فخرجوا؛ ومكثوا في رحلتهم هذه سنتين حتى وصلوا إلى ميناء جدة.

مرّوا فيها بكثيرٍ من البلاد مثل: (النيجر) و (نيجيريا) و (السودان) وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>