سنة ٣٦٠هـ صاحب المعاجم الثلاثة "الكبير" و "الأوسط" و "الصغير".
ولا يخفى على العارف ما يلاقيه المعتنون بالأسانيد من العنت والتعب في سبيل العثور على تراجم مشايح الحفاظ من أهل القرن الرابع وما بعده؛ فتراجمهم مبثوثة في تضاعيف كتب الرجال بخلاف مشايخ الكتب الستة المشهورة؛ فقد حظوا بعناية خاصة في التعريف بهم، حيث يسهل الوقوف على أحوالهم عبر كتاب "التهذيب" ومختصراته ومبسوطاته.
وقد تصدى الفقيد "أعظم الله مثوبته" لهذه المهمة "أعني: التعريف بمشايخ الطبراني" فعمد إلى تجريد أسمائهم من كتابه "المعجم الصغير"، وقد بلغت عدتهم (١٢٥٣) شيخًا، ثم اجتهد في البحث عن تراجمهم في كتب الرجال وتواريخ الرواة، وجمعَ ما وقف عليه من ذلك في هذا الكتاب، وقام بترتيب أسماء المشايخ على حروف المعجم تيسيرًا للباحثين.
يشرح الشيخُ منهجَه في هذا الكتاب فيقول:"هذا وقد ذكرتُ في هذا المصنف الوجيز من طعن فيه ومن وثّق، مع بيان سبب الضعف عازيًا كلَّ قولٍ إلى قائلِه؛ ومن لم أجد فيه تعديلاً ولا تجريحًا بأنْ سكت عنه من ترجم له من الحفّاظ ألحقتُه بالمجاهيل، كما أنّ من لم أجد له ترجمةً في "الميزان" للذهبي أو "لسانه" لابن حجر ألحقتُه بالثقات لما ذكر الحافظ نورُ الدين الهيثمي في مقدمة كتابه "مجمع الزوائد".
ونلمسُ تواضعَ الشيخ وهضمَه لنفسِه حين يقول: "إن هذا العملَ الكبير لم أدخل فيه إلا وأنا على علم بأني لستُ أهلاً له، كما أن أهل زماني قلّ اعتناؤهم بهذا الفن المهم، ولكن لما آملُ من ثواب ونجاة في اليوم المشهود تجرأتُ على هذا الشأن الكؤود".
وقد صدر من الكتاب الجزء الأول سنة ١٤١٥هـ ـ ١٩٩٥م؛ وهو يقع في (٣٩٤ صفحة) مقاس (١٦×٢٤سم) عن مكتبة الغرباء بالمدينة النبوية.