وزرت جامعة الأزهر لكي ألقي محاضرةً فيها، وكان وقتها على قمة الأزهر الشيخ عبد الرحمن بيصار "رحمه الله"، وكان معي في هذا الوقت فضيلة الشيخ الحسيني هاشم.
ومن الطرائف: أنني عندما كنت في طريقي لإلقاء محاضرة في الأزهر سمعت اعتراض البعض عندما قالوا: إنه إذا ألقى محاضرة هنا فإنه سيلقي محاضرة وهاّبية، قلت لهم: يا عجبًا هل هناك محاضرات وهّابة ومحاضرات غير وهابيّة؟؛ وشدّدوا عليّ أن لا يسمحوا لي بإلقاء محاضرة؛ وكانت هذه الواقعة من المواقف الطريفة التي قابلتني أثناء زيارتي للقاهرة؛ فرددت عليهم وقلت لهم: إنكم أنتم علماء الدنيا، ولكن ينقصكم أن تعرفوا كيف توحدون الله، هذا هو الذي ينقصكم، وإلاّ فالعالم كله أنتم أساتذة حتى أمريكا وأوروبا.
أعترف أنني من تلامذة علماء الأزهر.
ويواصل الشيخُ حديثَه بلا انقطاع قائلاً:
بداية: فأنا أعترف أنني من تلامذتكم، بل إنني لستُ مبالغًا إنْ قلت: أن كل من درس العلم في الآونة الأخيرة منذ أنشأ الجامع الأزهر هم تلامذته؛ وكان الشيخ حامد الفقي مثلاً من أمثلة العلماء الذي تخرّجوا في الأزهر.
التوحيد: فضيلة الشيخ ـ يرحكم الله ـ هل لكم أن تحدثونا من خلال معايشتكم للشيخ حامد الفقي ـ رحمه الله ـ عن شيء من حياته أثّر فيكم وما زلتم تذكرونَه؟
ج: أما عن حياة الشيخ حامد الفقي: فعندما اجتمعتُ معه عام ١٣٦٧هـ جئتُه وهو يدرِّسُ "تفسير ابن كثير" عند (باب علي بمكة) ، وعندما سمعتُه قلت: هذا هو ضالّتي؛ فكان يأخذ آيات التوحيد ويسلّط عليها الأضواء،