ودخلت المخيّم وبرفقتي أحدُ الأخوة، وسلّمت على هذا الشيخ الكبير، فوجدته يستمع للراديو ـ وكانت أول مرة أرى الراديو في حياتي ـ، فقلت له: ما هذا الذي تستمعُ إليه، قال: أستمع للمذياع، أستمع للحرب بين العرب واليهود؛ فقلت له: في أي مكان هذه الحرب؟، قال: في فلسطين؛ هنا عرفتُ الأمر.
وكان الشيخُ يبلغ من العمر سبعين عامًا، وأخذتُ منه إجازةً في كل العلوم، وبدأتُ أدور على كل المخيّمات.
ووصلت إلى المدينة في عام ١٣٦٨هـ، وبقيت بها في طلب العلم إلى يومنا هذا.
ويواصلُ الشيخ حديثَه قائلاً: إنني أعترف بأن العلم في مصر؛ وقد كان أحد الأساتذة يقول لنا: لو أسلمت مصر كلها لأسلم العالم كله؛ ومصر هي قائدة العالم كله إذا هي أرادت؛ وقد اعترف العالمُ الآن بذلك، وسمعتُ ذلك في إذاعة بريطانيا في سنةٍ من السنوات: أنّ مصرَ هي قائدة العالم، وقد سمعتُ هذا بأذني هاتين، ولا أحتاج إلى أن أسمعه، لأن الواقع يكفي.