للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنهل:

الأستاذ الدكتور عسيلان ألمح في حديثه إلى أنّ شيخ الإسلام حكمت عارف بذل أربعمائة جنيه مجيدي ذهبا ثمنا لمخطوطة، وهو يحرص حرصا شديدا على اقتناء الكتاب مهما كلفه ذلك من ثمن، أو من عناء البحث عن هذا الكتاب، غرضه من ذلك أن يؤسس هذه المكتبة التي يفيد منها الآخرون، ترى هل هناك أي نموذج آخر يقول لنا أن هذه الفكرة، وهذا الحرص لازال مستمرا..؟

الدكتور عسيلان:

الواقع أن عشق الكتاب، والتعلق به والهيام به أمر قديم ومأثور في تاريخنا، إذ من يتصفح ببحث عن كل ما أوتي من قوة وطاقة، ولكي أمهد لهذا الموضوع أذكر حادثة يذكرها من أرّخوا لحلب وذكرت حادثة للإمام القفطي، والإمام القفطي من علماء التاريخ والتراجم، وله كتابه المشهور "إنباه الرواة في تراجم النحاة"، ويذكر أنه كانت لديه نسخة من كتاب "الأنساب للسمعاني" وهذه النسخة ينقصها مجلد، إذكانت بخط السمعاني نفسه، فأرسل القفطي -وكان وزيرا- بعض أعوانه للبحث عن هذه النسخة، وبينما كان أحدهم يتجول في سوق القلانسية -الذين يصنعون القلانس- لفت نظره أوراق قديمة يستعملها بعض الذين يصنعون القلانس، فاستوقفه هذا الأمر، وأخذ يتفحص هذه الأوراق، ثم اشتراها وذهب بها إلى القفطي فوجدها تمثل أوراقا من الجزء الذي كان يبحث. وهذا الحب للكتاب توارثته الأجيال جيلا عن جيل، ولا يزال هذا العشق للكتاب عند الكثير من العلماء اليوم، وشيخنا حماد الأنصاري يعطينا نموذجا حيًّا للبذل السخي في اقتناء الكتاب.

وأذكر أنه اشترى "تاريخ ابن عساكر" مخطوطا بمبلغ ثمانية الآف ريال في وقت مبكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>