قلت: وقد تحققت واحدة من أمنياته، حيث حُقّق وطُبع "مختصر المقريزي" للكامل.
١٣- سمعت الوالد يقول:"كنت أُدِرِّس التفسير في الرياض في المعهد، و"الطحاوية" كذلك".
١٤- سمعت الوالد يقول:"وقفت على عشرين نسخة لكتاب "الكامل" لابن عدي ما منها واحدةٌ كاملة إلاّ النسخة التي عندي، وهي من تركيا، وهذه النسخة اشتريتُها من رجلٍ تركي أتى إلى المدينة وهو يحملها، فعرضها على الجامعة الإسلامية في أوّل افتتاحها، فاعتذرت عن شرائها لارتفاع ثمنها وثمنها ألف ريال، فعلِم الوالدُ بهذا الرجل فقال له: أنا إن شاء الله تعالى أشتريها منك، فذهب الوالد إلى أحد الناس ممن يعرف فاستدان منه ثمن هذه المخطوطة واشتراها من هذا الرجل، وعلمت الجامعة بهذا الفعل العجيب من هذا المحدِّث، فقال له الشيخ ابن باز: عجبًا فردٌ غلب جماعة، فقال الوالد: نعم، لأنّ المسألة مسألة رغبة، وأنا أعلم مدى أهميّة هذا الكتاب، والله أعلم".
١٥- سمعته رحمه الله تعالى يقول:"رأيتُ حاجًّا وناسًا ملتفين حوله، وقد أخذوا عمامته وكانت بيضاء، مزّقوها، وبعضهم يأكلُها، فقلت لأحدهم: لماذا تأكل من هذه؟، فقال هذا الحاج نتبرّك بعمامته، فأردتّ أن أُفهمَه فأبى هو ومَن معه".