صغيرة جدًّا". ثم قال: "كلها اشتريتها من بور سودان (بدولة السودان)".
ثم قال: "إنه عندما أراد أن يضعها في الباخرة ليحملها معه إلى الحرمين رآها المستعمر فقال له: أنت تاجر لا يجوز لك أن تخرج بها فتبيعَها، فقال الوالد للمترجم: قل له: لو أعطيتني بور سودان كلها لا أعطيك هذه الصناديق التي فيها هذه الكتب".
٨١- قال الوالد: "لا بدّ لي من قيلولة بعد الغداء".
٨٢- قال الوالد: "كنت أكتب من الفجر إلى الليل ملزَمتين، وهذا كلُّ يوم". ثم قال: "وكنتُ أسهر بعد العشاء وليس معي أحد، أكتب على ضوء صغير، وليس في تلك الأيام كهرباء، والله أعلم".
قلت: هذا الحال عندما كان بمكة المكرمة في حدود سنة ١٣٦٨هـ وما بعدها بزمن.
٨٣- قال الوالد: "كان لي ولدٌ صغير اسمه عبد الغفار، وكان يُمْسك لي رجل الجدع الصغير، وكان عندي غنمتان أحلبهما، فيمسك لي الجدع حتى أنتهي من الحلب".
قلت: عبد الغفار توفي صغيرًا وله سنتان تقريبًا.
٨٤- سمعتُه يقول: "دَرَسْتُ كتاب "الوهم والإيهام" لابن القطّان".
قلت: درَسه وقرأه قراءة خاصّة، لأنّه كتاب عظيم الفائدة.
٨٥- سمعت الوالد يقول: "أدركتُ في وقتي طلبة علم كان أحدهم إذا كتب عرض ما كتبه على كبار طلبة العلم في زمانه فينظر أيُقِرُّونَه فإن لم يُقروه حرق ما كتبَه".