٢٩٩- قال الوالد:"كنت قد طبعت كتاب "السنة" للإمام أحمد وكتاب "التحف" للشوكاني ووزعتُها بين الطلاّب ونشرتُها، وذلك في أيّام توفّر الوسيلة الماديّة، أما الآن فلا".
٣٠٠- وسمعته يقول:"كان مكتوب على باب من أبواب المسجد النبوي هذا الحديث وهو: "اللهم إنك أخرجتني من أحبّ البلاد إليّ فأسكنِّي في أحبِّ البلاد إليك" فأخبرت الطلاّب في الدرس الذي ألقيتُه في المسجد النبوي أنّ هذا الحديث كذبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي أحد الأيّام التقيت برجل وأنا خارج من المسجد النبوي فقال لي: أنت حمّاد الأنصاري؟، فقلت له: ضائعٌ منك حماد الأنصاري؟، أنا حماد الأنصاري، فقال لي: أنت الذي تقول: إن الحديث الذي على باب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب؟، قلت: له: نعم، هو كذب، ولو كنتُ أعلم أنّ أمثالَك سيسمعون هذه الكلمة ما قلتُها لعدم معرفتكم بمعناها، فقال الرجل: بل أنت الكذب وأخذ بثوبي وقال: لا بدّ أن نذهب إلى المحكمة، فقلت له: بل أنا الذي أذهب بك إلى المحكمة، لست أنت الذي تذهب بي!، فذهبنا سويًّا إلى المحكمة وكان القاضي مشغول باجتماع مع بعض القضاة، وعندما دخلنا المحكمة صرخ خصمي صرخة أسمَعَتْ مَن في خارج المحكمة حيث قال: يا أيها الناس إنّ هذا الرجل يُكَذِب النبي صلى الله عليه وسلم، واجتمع بعض الناس علينا فذهبنا مرة ثانية إلى القاضي فرأيت أنه ما زال مشغولاً، فعدت إلى خصمي فلم أجده، فذهبت وعدت في يوم آخر وذكرت ذلك للقاضي فاستدعاه وهو مخذول يكاد يبكي يقول: إني كنتُ مخطئًا، وأخذ يكذب، فسامحتُه، فذهب، ثم بعد فترة عاد لمثل هذا العمل، والله المستعان".