٤٣ـ سمعت الوالد يقول:"تقول المعتزلة: إن الأمور عقلية، أي: لا يحتاجون إلى النصوص إنما إذا كان الأمر يوافق العقل أخذوا به وإلاّ تركوه.
وإن الأمور لو لم يكن شرع نزل فيها ما احتجنا إليه لأن العقل يكفي".
قلت: يعني أنّ قولهم هذا باطل، وقد ذكر الوالد قولهم هذا على سبيل التهكُّم بهم.
٤٤ـ وسمعته يقول:"سبب تسمية تنبكتو عاصمة مالي أنه كان أناس يسكنون هناك وعندهم جارية إذا نزل المطر وضعوا حوائجهم عندها من أجل أن تحفظها واسمُها (انتبن أبكوت) ، وقالوا علينا: أن نبني هنا مدينة، فبنوا مدينة وسمّوها باسم هذه الجارية".
٤٥ ـ وقال:"إنّ الهنود الذين طبعوا كتب الحديث وغيرها كانت قلّة الورق سبب في أن أن يجموا أكثرَ من كتابٍ ورسالة في مجلّد واحد أو أكثر، وطبعُهم للكتب يُعدُّ عملاً جبّارًا عظميًا. جزاهم الله خيرًا".
٤٦ـ قال الوالد:"لما جئتُ إلى هذه البلاد السعودية كانت اللغة التركية سائدة فمنع الملك عبد العزيز من الكلام بها وبكلماتها".
٤٧ ـ وقال:"إن مكتبة بولاق أحسن مكتبة في العالم".
قلت: أظنُّه يعني في طباعة الكتب في وقتِها، وذلك لأنه كان المشرفون على الطباعة علماء في شتّى العلوم والفنون.
٤٨ ـ وسمعته يقول:"دار الكتب المصرية أو المحمودية كانت حاوية على جميع التراث الإسلامي، ولكن سطا عليها نابليون ففرّقها".
٤٩ ـ وسمعته يقول:"التراث يوجد في الثلاثة المعروفة ثم المتحف البريطاني: (مكتبة لندن) ، ثم الهند:(حيدر آباد الدكن) فيها خمس مكاتب للمخطوطات" ثم سردها كلها.