للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٦ـ وسمعته يقول: "لما ذهبت إلى مصر قبل وصولي إليها كنت أفكِّر ألا أجلس إلا قليلاً فلما وصلت إليها رأيت أن أجلس فيها كثيرًا، وذلك لما رأيت من العلم فيها فكنت أقضى وقتًا في الأزهر مع المشايخ ووقتًا أقضيه في المكاتب المليئة بالكتب".

٧ـ وسمعته يقول: أنه عندما كان في (كانوا) بنيجيريا ركب هو ومن معه سيارة أجرة، وكان سائقُها مجوسي ولكن لم يكن أبي يعلم ذلك، وكانوا متّجهين إلى مكان ما فنزلوا عند بيتٍ فقال هذا المجوسي: لا بدّ أن ننزل هنا حتى نرتاح إلى الصباح، فرأى الوالدُ شيئًا استعجبَ منه وهو أنَّه رأى نارًا عظيمة موقدة، فقال: ما هذا؟، فقال الذي معه: هذه نارٌ للمجوس تُعبد، فقال الوالد: إذن هذا السائقُ مجوسيّ؟، فقال له الذي معه: نعم، فقال السائق عندئذٍ: لا بدّ أن تنزلوا عندي في البيت ترتاحوا، فقال الوالد: لا تنزلوا عند مجوسيّ أبدًا، فقال لهم: إذن أين تنامون؟، فقال الوالد: ننام هنا في الطريق، فقال لهم: إذن تُسرقون لأن هناك سارقين، فقال الوالد: لا ننزل عندك والله ييسّر لنا الأمر.

فذهب عنهم الكافر، وأرسل إليهم نساء عاريات ليس عليهن من الملابس ما يستر العورة وهم يحملن الطعام من أجل الوالد والذين معه، فقال لهن: ارجعن لن نأكل طعام المجوس لأنهم نجس، فقالت النسوة: لا نستطيع أن نرجع، فقال: ارجعن لن نأكله فإذا وضعتنه نرمه، فقام النسوة بوضع الطعام وهربن، فترك الوالدُ ومَن معه الطعام.

فعندما جاء الصباح أتاهم المجوسي فقال لهم: لماذا لم تأكلوا، فذكروا له العلّة، فقال: يا عجبًا منكم إذّا ماذا أفعلُ معكم؟، فقالوا له: نريد منك أن توصلنا فقط".

<<  <  ج: ص:  >  >>