للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كما يبين الإمام الآجري١ - رحمه الله - أن التوحيد هو قول لا إله إلا الله محمداً رسول الله موقناً من قلبه٢.

وعلى هذا المعنى كان كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن التوحيد، فقال عن التوحيد إنه: "شهادة أن لا إله إلا الله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له"٣. ويقول عن توحيد الرسل إنه "يتضمن إثبات الإلهية لله وحده، بأن يشهد أن لا إله إلا هو، ولا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالي إلا له، ولا يعادي إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله، وذلك يتضمن إثبات ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات"٤.

ويقول رحمه الله: "حقيقة التوحيد أن نعبد الله وحده، فلا يدعى إلا هو ولا يخشى إلا هو، ولا يتقى إلا هو ولا يتوكل إلا عليه، ولا يكون الدين إلا له، لا لأحد من الخلق"٥.

ويعرف الإمام ابن القيم - رحمه الله - التوحيد بقوله: "توحيد الرسل إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل، وعبادته وحده لا شريك له، فلا يجعل له نداً في قصد ولا حب ولا خوف ولا رجاء ولا لفظ ولا حلف ولا نذر، بل يرفع العبد الأنداد له من قلبه وقصده ولسانه وعبادته"٦.

ويلاحظ أن التعريفات السابقة تدور على محور واحد، هو تعريف التوحيد بأنه شهادة أن لا إله إلا الله، وإفراده - سبحانه - بالعبادة، وبعض التعريفات فيها تفصيل إثبات أسماء الله


١ - هو الإمام الحافظ محمد بن الحسين بن عبد الله، أبو بكر الآجري فقيه شافعي محدث، نسبته إلى آجر من قرى بغداد، له تصانيف كثيرة منها: التفرد والعزلة، والشريعة، توفي سنة ٣٦٠هجرية، انظر: وفيات الأعيان لابن خلكان ٤/٢٩٢، الأعلام٦/٩٧.
٢ - انظر: الشريعة للآجري ص١٠١.
٣ - التسعينية ضمن الفتاوى الكبرى ٥/٢٠٨، وانظر: بيان تلبيس الجهمية ١/٤٧٨، مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية ٣/٣٦٤، مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية١/٤٤.
٤ - درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية ١/٢٢٤، وانظر: الصفدية لابن تيمية ٢/٢٢٨.
٥ - منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٣/٤٩٠.
٦ - الروح لابن قيم الجوزية ص ٣٨٦، وانظر: الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة لابن قيم الجوزية ٣/٩٣٣، مدارج السالكين إلى منازل إياك نعبد وإياك نستعين لابن قيم الجوزية ٣/٤٥٩.

<<  <   >  >>