للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الوحدة في الأفعال]

١ - معنى الأفعال في اللغة:

الفَعْلُ بالفتح مصدر فعل يفعل، والفِعْل بالكسر الاسم، والجمع الفِعَال١. ويقول ابن فارس: "الفاء والعين واللام، أصل صحيح، يدل على إحداث شيء من عمل وغيره؛ من ذلك فعلت كذا أفعله فَعْلا "٢.

وقال الأزهري: "والفَعَال فعل الواحد خاصة في الخير والشر..فإذا كان من فاعلين فهو فِعَال"٣.

فالفعل إحداث الشيء من عمل ونحوه.

٢ - معنى توحيد الأفعال عند المتكلمين:

لم يرد مصطلح توحيد الأفعال في كتاب الله، ولا في سنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعامة المتكلمين الذين يقررون التوحيد في كتب الكلام والنظر، يذكرون هذا المصطلح كنوع من أنواع التوحيد، فهم يقولون إن الله واحد في ذاته لا قسيم له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وواحد في أفعاله لا شريك له، وهذا الأخير هو توحيد الأفعال وهو أشهر الأنواع عندهم، وهو الذي يطيلون في تقريره، وقد تابعهم في ذلك طوائف من المتصوفة وأهل الوحدة.

ويشرح الرازي معنى "أنه واحد في أفعاله" فيقول: "وأما أنه واحد في أفعاله، فهو أنه ليس في الوجود موجود، يكون مبدءاً لجميع الممكنات، إما بغير واسطة، وإما بواسطة، إلا هو"٤.

وفي موضع آخر يقول الرازي: "وأما أنه - سبحانه وتعالى - واحد في أفعاله، فالأمر ظاهر، لأن الموجود إما واجب وإما ممكن، فالواجب هو هو، والممكن ما عداه، وكل ما


١ - انظر: الصحاح ٥/١٧٩٢، العين ٢/١٤٥.
٢ - معجم مقاييس اللغة ٤ /٥١١.
٣ - تهذيب اللغة ٢/٤٠٤ - ٤٠٥.
٤ - المطالب العالية ٣/٢٥٨.

<<  <   >  >>