للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الموجب بالذات]

١ - الموجب بالذات في اللغة:

سبق تعريف الوجوب والذات في اللغة١.

٢ - الموجب بالذات في الاصطلاح:

الموجب بالذات من مصطلحات الفلاسفة، والموجب هو اسم الفاعل من الإيجاب، ضد المختار الذي إن شاء فعل، وإن لم يشأ لم يفعل، فهو الذي يجب أن يصدر عنه الفعل من غير قصد وإرادة٢.

ويعرف الجرجاني الموجب بالذات بقوله: "الموجب بالذات هو الذي يجب أن يصدر عنه الفعل، إن كان علة تامة له، من غير قصد وإرادة، كوجوب صدور الإشراق عن الشمس والإحراق عن النار"٣.

ويجري الحديث عن الموجب بالذات في كتب المتكلمين عند بحثهم صفة القدرة والاختيار٤، حيث يردون على الفلاسفة لقولهم بأن الله موجب بالذات، فالذي يراه الفلاسفة هو أن وجود العالم عن الله - تعالى - إنما هو على سبيل اللزوم لذاته، من غير قصد واختيار، كما شرحوا ذلك من خلال نظرية الفيض والصدور، فيكون - تعالى - موجباً بالذات؛ لأنه يصدر عنه الفعل من غير قصد وإرادة، لأنه لو كان هناك قصد وإرادة؛ لأحدث ذلك تكثر في ذاته، وهو منزه عن ذلك - كما يقولون -٥.


١ - انظر: البحث ص٢٨٠، ٣٠٣.
٢ - انظر: موسوعة مصطلحات جامع العلوم ص٩١٥.
٣ - التعريفات ص٢٥٧.
٤ - انظر: المطالب العالية٣/٧٧وما بعدها، شرح المقاصد ٤/٨٩ وما بعدها، شرح المواقف للجرجاني الموقف الخامس في الإلهيات ص٨٤.
٥ - انظر في هذا المعنى النجاة ٢/١٣٣ - ١٣٤.

<<  <   >  >>