للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[العيافة]

١ - معنى العيافة في اللغة:

قال الخليل: "عاف الشيء يعافه عيافة، إذا كرهه من طعام، أو شراب..والعيافة زجر الطير، وهو أن ترى طيراً أو غراباً فتتطير، تقول ينبغي أن يكون كذا، فإن لم تر شيئاً قلت بالحدس فهو عيافة، ورجل عائف يتكهن"١.

وقال الجوهري: "وعفت الطير أعيفها عيافة، أي زجرتها، وهو أن تعتبر بأسمائها ومساقطها وأصواتها "٢.

فالعيافة في اللغة تعني كراهية الشيء، والتطير، والقول بالحدس والظن، فهو لفظ أعم من الطيرة.

٢ - معنى العيافة في الشرع:

روى أبو داود في سننه، بإسناد حسن، عن قبيصة بن مخارق، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "العيافة، والطرق، والطيرة، من الجبت ٣"٤، قال عوف راوي الحديث: "العيافة زجر الطير، والطرق الخط يخط في الأرض"، وقيل بالعكس٥.

وقال ابن الأثير: "العيافة زجر الطير، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها، وهو من عادة العرب كثيراً، وهو كثير في أشعارهم، يقال عاف يعيف عيفاً، إذا زجر وحدس وظن"٦.


١ - العين ٢/٢٦٠، وانظر: معجم مقاييس اللغة ٤/١٩٧، الصحاح ٤/١٤٠٨.
٢ - الصحاح ٤/١٤٠٨، وانظر: لسان العرب ٩/٢٦٠ - ٢٦١.
٣ - الجبت كلمة تقع على الصنم، والكاهن، والساحر، ونحو ذلك. انظر: العين ٦/٩٣، لسان العرب ٢/٢١.
٤ - أخرجه الإمام أحمد في المسند ٣/٤٧٧، وأبو داود في كتاب الطب، باب في الخط وزجر الطير ٤/١٦، ح ٣٩٠٧، وابن حبان ١٣/٥٠٢، ح ٦١٣١، وحسنه النووي في رياض الصالحين ح ١٦٧٩ ص ٥٣٥، وشيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ٣٥/١٩٢.
٥ - انظر: سنن أبي داود ٤/١٦، المسند ٣/٤٧٧، مجموع الفتاوى ٣٥/١٩٢ - ١٩٣.
٦ - النهاية ٣/٣٣٠.

<<  <   >  >>