للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الثنوية]

١ - معنى الثنوية في اللغة:

قال الخليل: "ثنَّيْتُ الشيء تثنية جعلته اثنين، وثَنَى رجله عن دابته ضم ساقه إلى فخذه فنزل عن دابته، وثنيّت الرجل فأنا ثانيه، وأنت أحد الرجلين لا يتكلم به إلا كذلك.. لا يقال ثنيت فلاناً أي صرت ثانيه كراهية الالتباس، وتقول صرت له ثانياً، أو معه ثانياً"١.

والثني ضم واحد إلى واحد، وكذا التثنية٢. فالتثنية هي ضم واحد لآخر ليكونا اثنين.

وقد ورد في كتاب الله لفظ اثنين واثنتين واثنان ونحوها قال - تعالى -: {إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ} [التوبة - ٤٠] . وورد في السنة مثل ذلك ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يحكم أحد بين اثنين وهو غضبان" ٣.

٢ - معنى الثنوية في الاصطلاح:

الثنوية من المجوس قالوا بإلهين اثنين هما النور والظلمة، وقالوا بأزلية النور واختلفوا في أزلية الظلمة، يقول شيخ الإسلام في تعريف هذه الفرقة: "الثنوية من المجوس ونحوهم يقولون إن العالم صادر عن أصلين؛ النور والظلمة، والنور عندهم هو إله الخير المحمود، والظلمة هي الإله الشرير المذموم"٤.

وقال في تفصيل قولهم: "وأما المجوس الثنوية فهم أشهر الناس قولاً بإلهين، لكن القوم متفقون على أن الإله الخير المحمود هو النور الفاعل للخيرات، وأما الظلمة التي هي فاعل الشرور فلهم


١ - العين ٨/٢٤٢، وانظر: الصحاح ٦/٢٢٩٥، لسان العرب١٤/١١٥.
٢ - انظر: المغرب ص٧٠.
٣ - أخرجه مسلم في كتاب الأقضية، باب كراهة قضاء القاضي وهو غضبان ٣/١٣٤٢؛ ١٧١٧وبنحوه البخاري في كتاب الأحكام، باب هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان ٦/٢٦١٦، ح ٦٧٣٩.
٤ - الجواب الصحيح ١/٣٥١، وانظر: مجموع الفتاوى ٣/٩٧.

<<  <   >  >>