للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - عرض محتوى الكتاب:

ألف الآمدي كتاب المبين بناء على طلب من وسمه بأنه رئيس العلماء، وسيد الفضلاء، حيث ذكر الآمدي أنه أشار عليه بوضع مختصر جامع لشرح الألفاظ المتداولة في اصطلاح الحكماء والمتكلمين. فألف الآمدي كتاب المبين لهذا الغرض١.

وقد عرّف الآمدي في كتابه المبين بكثير من ألفاظ ومصطلحات الفلاسفة والمتكلمين، وغلب على الكتاب مصطلحات الفلاسفة، وهي التي استعملها كثير من المتكلمين المتأخرين حيث امتزجت الفلسفة بعلم الكلام في القرن الذي عاش فيه الآمدي، لذلك نجد أن الألفاظ الفلسفية تغلب على كتابه، بل نجد أن الآمدي في بعض المواضع يعرض المعنى الذي يستخدمه الفلاسفة، ولا يذكر المعنى الذي يستخدمه المتكلمون لذلك اللفظ٢.

وقد سرد المؤلف في بداية كتابه الألفاظ التي عرف بها في كتابه، والتي تصل إلى مايزيد على المئتي مصطلح وجعل ذلك الفصل الأول من كتابه.

وفي الفصل الثاني قام بشرح تلك الألفاظ بإيجاز غير مخل، حيث ركز على الألفاظ الفلسفية والكلامية، وذكر معناها الاصطلاحي، ولم يتعرض لذكر المعنى اللغوي للألفاظ، لذلك استطاع أن يشرح عدداً كبيراً من المصطلحات في مجلد صغير.

وبتصفح كتاب المبين نجد أن الآمدي قد بدأ بشرح المصطلحات المنطقية، ثم انتقل إلى المصطلحات التي يستخدمها الفلاسفة والمتكلمون في العلم الطبيعي، ثم ما يستخدمونه في العلم الإلهي. ويلاحظ قلة المصطلحات المتعلقة بالعلم الإلهي - كما يسمونه - وهو العلم الناظر في ذات الإله - تعالى - وصفاته.

ولم يلتزم الآمدي بترتيب المصطلحات على حروف الهجاء. بل رتبها حسب الترابط الموضوعي.

وكتاب المبين أوسع من الكتب التي تقدمته في الحدود، كالحدود لجابر بن حيان ومثله للكندي وابن سينا والغزالي، من حيث عدد الألفاظ المشروحة. وإن كانت بعض هذه الرسائل أكثر توسعاً من المبين في شرح اللفظ الواحد.


١ - انظر: المبين ص٦١ - ٦٢.
٢ - انظر على سبيل المثال: المبين للآمدي ص ٧٤، وانظر مقدمة المحقق الدكتور حسن الشافعي ص ٤٧.

<<  <   >  >>