للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الطبيعة]

١ - معنى الطبيعة في اللغة:

قال الخليل: "الطَّبَع الوسخ الشديد على السيف، والرجل إذا لم يكن له نفاذ في مكارم الأمور..وفلان مطبوع على خلق سيء، وعلى خلق كريم..وما جعل في الإنسان من طباع المأكل، والمشرب، وغيره من الأطبعة التي طبع عليها، والطبيعة الاسم، بمنزلة السجية والخليقة ونحوه، والطَّبْع الختم علي الشيء..وطَبَع الله الخلق: خلقهم"١.

وقال ابن منظور: "طبعه الله على الأمر يطبعه طبعاً فطره، وطبع الله الخلق على الطبائع التي خلقها، فأنشأهم عليها..والطباع ما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق، التي لا يكاد يزاولها من الخير والشر، والطبع ابتداء صنعة الشيء، تقول طبعت اللبن طبعاً، وطبع الدرهم والسيف وغيرهما يطبعه طبعاً صاغه"٢.

فالطبيعة في اللغة السجية والخليقة، وما ركب في الإنسان من جميع الأخلاق.

٢ - معنى الطبيعة في الاصطلاح:

ورد لفظ طبع ويطبع ونحوها في كتاب الله، قال - تعالى -: {فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} [المنافقون - ٣] ، وقال - سبحانه -: {كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ} [الأعراف - ١٠١] ، ومن السنة قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافراً، ولو عاش لأرهق أبويه طغياناً وكفراً" ٣. قال الراغب: "الطبع أن تصور الشيء بصورة ما، كطبع السكة، وطبع الدراهم، وهو أعم من الختم، وأخص من النقش..وبه


١ - العين ٢/٢٢ - ٢٣، وانظر: الصحاح ٣/١٢٥٢ - ١٢٥٣، معجم مقاييس اللغة ٣/٤٣٨.
٢ - لسان العرب ٨/٢٣٢ - ٢٣٤، وانظر: المصباح ٢/٢٦٨ - ٢٦٩، المغرب ص٢٨٧.
٣ - أخرجه مسلم في كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين ٤/٢٠٥٠، ح ٢٦٦١.

<<  <   >  >>