للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اعتبر الطبع، والطبيعة، التي هي السجية؛ فإن ذلك هو نقش النفس بصورة ما؛ إما من حيث الخلقة؛ وإما من حيث العادة، وهو فيما ينقش به من حيث الخلقة أغلب"١.

ويقول الإمام ابن القيم: "الطبيعة التي هي بمعنى الجبلة، والخليقة"٢.وقال - رحمه الله -: "الطبيعة قوة وصفة، فقيرة إلى محلها، محتاجة إلى حامل لها"٣.

ويقول الجرجاني: "الطبيعة عبارة عن القوة السارية في الأجسام، بها يصل الجسم إلى كماله الطبيعي"٤.

والطبيعة عند جمهور المسلمين صفة قائمة بالأجسام، وهي القوى التي خلقها الله في الأجسام٥، وتجري بها كيفيات الأجسام على ما خلقها الله عليه، مؤثرة وفق تدبير الله لها.

فجمهور المسلمين يقولون بالحق الذي دل عليه المنقول والمعقول، فيثبتون ما لله في خلقه وأمره من الأسباب والحِكَم، وما جعله الله في الأجسام من القوى، والطبائع، في الحيوان، وفي الجماد، لكنهم مع إثباتهم للأسباب، والحِكَم، لا يقولون بقول الطبائعية من الفلاسفة وغيرهم، بل يقولون إن الله خالق كل شي وربه ومليكه، وأنه ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ويعلمون أن الأسباب هي مخلوقة لله، بمشيئته وقدرته، ولا تزال مفتقرة إلى الله، لا يقولون أنها معلولة له، أو متولدة عنه، كما يقوله الفلاسفة، ولا أنها مستغنية عنه بعد الإحداث، كما يقوله من يقوله من أهل الكلام، بل كل ما سوى الله - تعالى - دائم الفقر والاحتياج إليه٦.


١ - المفردات ص٥١٥.
٢ - أحكام أهل الذمة ٢/١٠٤٣.
٣ - طريق الهجرتين ص٢٠٤.
٤ - التعريفات ص ١٨٢، وانظر: التوقيف ص٤٧٨.
٥ - انظر: الصفدية ١/١٥٤بتصرف.
٦ - انظر: الصفدية ١/١٥٤، إعلام الموقعين ٢/٢٩٨ - ٢٩٩، طريق الهجرتين ص٢٠٤.

<<  <   >  >>