للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - معنى الطبيعة عند الفلاسفة:

يقول جابر بن حيان في تعريف الطبيعة: "وأما حد الطبيعة، فإنها من حيث الفعل مبدأ حركة وسكون عن حركة "١.

ويقول الخوارزمي: "الطبيعة هي القوة المدبرة لكل شيء مما هو في العالم الطبيعي، والعالم الطبيعي هو كل ما تحت فلك القمر إلى مركز الأرض"٢.

وقال ابن سينا: "الطبيعة مبدأ أول بالذات لحركة ما هي فيه بالذات، وسكونه بالذات، وبالجملة لكل تغير وثبات ذاتي"٣.

ويوضح هذه الأقوال قول ابن رشد: "أكثر ما تطلق الحكماء اسم الطبيعة، على كل قوة تفعل فعلاً عقلياً، أي جارياً مجرى الترتيب والنظام الذي في الأشياء العقلية، لكن نزهوا السماء عن مثل هذه القوة؛ لكونها عندهم هي التي تعطي هذه القوة المدبرة، في جميع الموجودات"٤. ويقول: "إن الطبيعة إذا كانت تفعل فعلاً في غاية النظام، من غير أن تكون عاقلة، إنها ملهمة من قوى فاعلة هي أشرف منها وهي المسمى عقلاً"٥.

فالطبيعة عند الفلاسفة قوة تفعل فعلاً عقلياً، تدبر فيه كل ما تحت فلك القمر إلى الأرض، وهي مبدأ أول لذلك. فهي قوة مستقلة بالتأثير عما فوقها، وإن كانت متولدة عنها.

ومن الطبيعيين من يقول بأن الطبيعة هي التي أوجدت نفسها، وهي التي تخلق بنظام، وبدون نظام، يقول دارون: "إن الطبيعة تخلق كل شيء، ولا حد لقدرتها على الخلق"، وقال: "إن الطبيعة تخبط خبط عشواء"٦.

وأهل الطبايع هم الذين قالوا بقدم الأرض والماء والنار والهواء٧.


١ - الحدود لجابر بن حيان ضمن المصطلح الفلسفي للأعسم ص ١٨٤.
٢ - الحدود للخوارزمي ضمن المصطلح الفلسفي للأعسم ص٢١٠.
٣ - الحدود لابن سينا ضمن المصطلح الفلسفي للأعسم ص٢٤٧.
٤ - تهافت التهافت ص٢٦٦.
٥ - تفسير ما بعد الطبيعة ص١٥٠٢.
٦ - مذاهب فكرية معاصرة ص٩٤.
٧ - انظر: أصول الدين للبغدادي ص٥٩.

<<  <   >  >>