للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - تعريف الواحد بالنوع في الاصطلاح:

مصطلح الواحد بالنوع لم يرد في الكتاب أو السنة، وأول من استخدمه الفلاسفة، عند شرحهم لمعنى الوحدة والكثرة، واستخدمه المتكلمون من بعدهم، كما استخدمه أهل السنة للرد عليهم فيما وقعوا فيه من شبهات.

ويعرف ابن سينا الواحد بالنوع: بأنه الذي لا ينقسم في النوع١.

ويقول ابن رشد: "إن ما هو واحد بالنوع فليس هو واحد بالعدد أصلا، لأن الواحد بالنوع مما يصدق أقل ذلك على اثنين بالعدد"١.

وقال الآمدي: "وأما الواحد بالنوع، فقد يقال على ما كان تحت كلي هو نوع له؛ كما يقال على زيد وعمرو هما واحد بالنوع"٢.

ويسمى الواحد لا بالشخص، ويعرف بأنه من حيث مفهومه واحد، ولكنه كثير من جهة الانطباق على الأفراد؛ كإنسان٤.

وقد اضطرب مفهوم الواحد بالنوع، والواحد بالعدد، على بعض الطوائف، مما أدى إلى أقوال فاسدة في توحيد الربوبية، وقد رد أهل السنة من خلال التفريق بين الواحد بالعين والواحد بالنوع على هؤلاء، ومن هذه الطوائف:

١ - أصحاب القول بوحدة الوجود، حيث اشتبه عليهم وجود الخالق بوجود المخلوق حتى ظنوا وجودها وجوده، وذلك أن الموجودات تشترك في مسمى الوجود، فرأوا الوجود واحداً بالعين، ولم يفرقوا بين الواحد بالعين والواحد بالنوع ٥.

٢ - الأشاعرة والكلابية ومن وافقهم في قولهم إن الأمر هو عين الخبر والنهي، حيث اشتبه عليهم الكلام فظنوه واحداً لا أنواع له، وأن الأمر والنهي والخبر صفات له. واعتقدوا أن الكلام واحد بالعين لا بالنوع، مما أفضى بهم إلى هذا القول الفاسد٦.


١ - انظر: النجاة ٢/٧٦، معيار العلم ص٣٢٨.
١ - تفسير ما بعد الطبيعة لابن رشد ص ٥٥٠ وانظر موسوعة مصطلحات الفلسفية عند العرب ٩٨٥.
٢ - المبين ص ١١٤ وانظر: المفردات ص ٨٥٧ بصائر ذوي التمييز ٥/١٧١.
٤ - انظر: كشاف اصطلاحات الفنون ٢/١٤٦٥، المعجم الفلسفي للدكتور الحفني ص٣٧٤.
٥ - انظر: التدمرية ص١٠٧، الدرء ٣/٤٤٦، مجموع الفتاوى ١٢/٥٩٦ - ٥٩٧، ١٣/١٩٧.
٦ - انظر: الدرء ٧/١٢٥، مجموع الفتاوى ١٢/٢٦٨.

<<  <   >  >>