للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: "وأصل الشرك أن تعدل بالله - تعالى - مخلوقاته في بعض ما يستحقه وحده"١. وهذا التعريف شامل لأنواع الشرك، فمن عدل بالله غيره في بعض ما يستحقه وحده بأن اعتقد شريكاً لله في التصرف، أو الخلق، أو نحوه من صفات الربوبية، فهو مشرك، ومن عدل بالله غيره في بعض أنواع العبادة فهو مشرك، ومن عدل بالله غيره في بعض ما يستحقه وحده من الصفات فهو مشرك. فالشرك نوعان شرك في الربوبية وشرك في الألوهية.

ويقول الإمام ابن القيم - رحمه الله - معرفا الشرك بتعريف جامع: "بأن يجعل لله عدلاً بغيره في اللفظ أو القصد أو الاعتقاد"٢.

وقال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "الشرك وهو اتخاذ إله مع الله"٣، سواء في الاعتقاد أو الفعل. وقال: "الشرك عبادة غير الله"٤. وهذا نوع من أنواع الشرك وهو الشرك في الألوهية، كما ذكر الشرك في بعض أضرب العبادة في موضع آخر، حيث يقول: "الشرك بالله وهو أن يدعو مع الله إلها آخر إما الشمس، وإما القمر، أو الكواكب..أو غير ذلك مما يدعى من دون الله - تعالى -، أو يستغاث به، أو يسجد له"٥.

فالشرك ينقسم إلى قسمين:

الأول: شرك بتعلق بذات المعبود، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله. وهذا هو الشرك في الربوبية.

الثاني: شرك في عبادته، ومعاملته، وإن كان صاحبه يعتقد أنه - سبحانه - لا شريك له في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله٦.وهذا هو الشرك في العبادة والألوهية.


١ - الاستقامة ١/٣٤٤.
٢ - إعلام الموقعين ١/٣٣٤.
٣ - مجموع الفتاوى ٤/٧٤، وانظر: الجواب الكافي ص٩٠.
٤ - مجموع الفتاوى ١١/٦٨٢.
٥ - المرجع السابق ٣/٤٢٤.
٦ - انظر: الجواب الكافي ص١١٤، مدارج السالكين ١/٦٢ - ٦٣.

<<  <   >  >>