للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - معنى الاستسقاء بالأنواء في الشرع:

لفظ الاستسقاء بالأنواء بهذا التركيب لم يرد في كتاب الله، ولكن ورد في السنة لفظ الاستسقاء بالنجوم، والاستسقاء بالأنواء، فعن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن، الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة" ١، كما روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: "خلال من خلال الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة - ونسي الثالثة - قال سفيان: ويقولون إنها الاستسقاء بالأنواء"٢.

قال في تيسير العزيز الحميد في معنى الاستسقاء بالأنواء: "والمراد نسبة السقيا ومجيء المطر إلى الأنواء جمع نوء وهي منازل القمر"٣.

فالاستسقاء بالأنواء هو نسبة السقيا ومجيء المطر إلى أنواء النجوم، وذلك إذا سقط نجم بالغداة فغاب مع طلوع الفجر، وطلع في حياله نجم في تلك الساعة، على رأس أربعة عشر منزلاً من منازل القمر٤.

٣ - حكم الاستسقاء بالأنواء:

الاستسقاء بالأنواء، وهو الاستسقاء بالنجوم، نوعان:

أحدهما: أن يعتقد أن المنزل للمطر هو النجم، فهذا كفر ظاهر، إذ لا خالق إلا الله، وما كان المشركون هكذا، بل كانوا يعلمون أن الله هو المنزل للمطر، كما قال - تعالى -: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [العنكبوت - ٦٣] ، وليس هذا معنى الحديث فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن هذا لا يزال في أمته، ومن اعتقد أن النجم ينزل المطر فهو كافر.


١ - أخرجه مسلم في كتاب الجنائز باب التشديد في النياحة ٢/٦٤٤، ح ٩٣٤.
٢ - أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب القسامة في الجاهلية ٣/٥٤، ح ٣٨٥٠.
٣ - تيسير العزيز الحميد ص٤٥٧، ٤٥٩ - ٤٦٠.
٤ - انظر: العين ٨/٣٩١، الصحاح ١/٧٩، اللسان ١/١٧٥ - ١٧٦، التمهيد ١٦/٢٨٧.

<<  <   >  >>