للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن الأثير: "الكاهن الذي يتعاطى الخبر عن الكائنات في مستقبل الزمان، ويدعي معرفة الأسرار"١. وقال ابن قدامة: "الكاهن الذي له رئي من الجن تأتيه بالأخبار"٢.

وقال شيخ الإسلام - رحمه الله - في معنى الكهانة أنها: "الإخبار ببعض الغائبات عن الجن"٣.

وقال ابن حجر - رحمه الله -: "والكهانة بفتح الكاف ويجوز كسرها، ادعاء علم الغيب، كالإخبار بما سيقع في الأرض، مع الاستناد إلى سبب، والأصل فيه استراق الجن السمع من كلام الملائكة، فيلقيه في أذن الكاهن. والكاهن لفظ يطلق على العراف، والذي يضرب بالحصى، والمنجم، ويطلق على من يقوم بأمر آخر، ويسعى في قضاء حوائجه"٤.

ويقول القاضي عياض - رحمه الله - مبيناً أنواع الكهانة: "كانت الكهانة في العرب ثلاثة أضرب أحدها: يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السماء، وهذا القسم باطل من حين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم -.

الثاني: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض، وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده..

الثالث: المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله - تعالى - فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيه أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفته بها، وقد يعتضد بعض هذا الفن ببعض في ذلك بالزجر، والطرق، والنجوم، وأسباب معتادة، وهذه الأضرب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم والله أعلم "٥. والطرق الذي هو من أضرب الكهانة هو الضرب بالحصا، وقيل هو الخط في الرمل٦.


١ - النهاية٤/٢١٤.
٢ - المغني ١٢/٣٠٥، وانظر: الكافي ٤/١٦٦، الإنصاف للمرداوي ١٠/٣٥١.
٣ - النبوات ص ١٣، المطبعة السلفية.
٤ - فتح الباري١٠/٢٢٧.
٥ - شرح النووي على صحيح مسلم ١٤/٢٢٣، وانظر: نيل الأوطار للشوكاني ٧/٣٦٨.
٦ - انظر: النهاية لابن الأثير ٣/١٢١، سنن أبي داود ٤/١٦، العين ٥/٩٨، لسان العرب ١٠/٢١٥.

<<  <   >  >>