للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهم من الأسماء أسماء الصفات، وكل واحد بحسب ما يعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي من الشمول والإحاطة"١.

وفي معجم ألفاظ الصوفية: "الأبدال جمع بدل، إحدى المراتب في الترتيب الطبقي للأولياء عند الصوفية، لا يعرفهم عامة الناس - أهل الغيب -، وهم يشاركون بما لهم من اقتدار، له أثره في حفظ نظام الكون"٢.

٣ - الأبدال عند أهل السنة:

لم يرد لفظ الأبدال في كتاب الله - تعالى -، ولم يرد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسناد صحيح، ولكن ورد هذا اللفظ في حديث منقطع الإسناد عن علي بن أبى طالب - رضي الله عنه - مرفوعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يُسقى بهم الغيث، ويُنتصر بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذاب" ٣.

والأبدال كما سبق إحدى المراتب في الترتيب الطبقي للأولياء عند الصوفية، حيث أعطوا الأبدال قدرة على التصرف، وحفظ نظام الكون، مما هو ليس في مقدور البشر، وهذا من الشرك في الربوبية، وهو لفظ بدعي مرفوض بهذا المعنى.

ولكن يكثر في كتب رجال الحديث قولهم فلان من الأبدال، فما مرادهم بهذا اللفظ؟.

قال شيخ الإسلام - رحمه الله -: "كذلك لفظ البدل جاء في كلام كثير منهم، فأما الحديث المرفوع فالأشبه أنه ليس من كلام النبي..والذين تكلموا باسم البدل فسروه بمعان منها: أنهم أبدال الأنبياء، ومنها أنه كلما مات منهم رجل أبدل الله - تعالى - مكانه رجلاً،


١ - التوقيف ص٢٩ - ٣٠.
٢ - معجم ألفاظ الصوفية للدكتور الشرقاوي ص٢٢.
٣ - أخرجه الإمام أحمد في المسند ١/١١٢، ح ٨٩٦، وبنحوه الطبراني في المعجم الكبير١٠/١٨١، ح ١٠٣٩٠. وهو حديث منقطع الإسناد، انظر: مجموع الفتاوى١١/٤٣٣ - ٤٣٤، الأحاديث المختارة لأبي عبد الله المقدسي ٢/١١٠، ح ٤٨٤.

<<  <   >  >>