للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثالثاً: أنواع الألفاظ:

اهتم أهل اللغة وأهل الأصول والمنطق بدراسة اللفظ وبيان أنواعه ودلالاته تفصيلاً؛ وذلك لأن اللفظ تتركب منه لغة التخاطب، ولا يتم فهم المراد إلاّ بعد معرفة اللفظ ونوعه وما قد يحتمله من معان، وأصل علم اللغة والمنطق والأصول قائم على الألفاظ؛ لذا كانت عنايتهم بها كبيرة، كما اهتم أهل سائر العلوم بمعرفة أنواع الألفاظ، ودلالاتها، لما يترتب على الجهل بذلك من حصول الاشتباه والغموض، وعدم معرفة مراد المتكلم بكلامه.

وقد قسم أهل اللغة والأصول والمنطق الألفاظ عدة تقسيمات، ومنها:

١ - تقسيم الألفاظ من حيث دلالتها على المعاني:

الألفاظ تدل على المعاني من ثلاثة أوجه متباينة:

الوجه الأول: الدلالة من حيث المطابقة، كالاسم الموضوع بإزاء الشيء؛ وذلك كدلالة لفظ "الحائط" على "الحائط".

الوجه الثاني: أن تكون بطريق التضمن، وذلك كدلالة لفظ "البيت" على "الحائط".

الوجه الثالث: الدلالة بطريق الالتزام، والاستتباع، كدلالة لفظ "السقف"، على "الحائط"، فإنه مستتبع له، استتباع الرفيق اللازم الخارج عن ذاته١.

والمعتبر في التعريفات دلالة "المطابقة" و"التضمن"٢.

٢ - تقسيم الألفاظ بالنظر إلى عموم المعنى وخصوصه:

ينقسم اللفظ بالنظر إلى عموم المعنى وخصوصه إلى جزئي وكلي.

الجزئي: هو ما يمنع نفس تصور معناه، عن وقوع الشركة في مفهومه كقولك: "زيد" و"هذه الشجرة" و"هذا الفرس"٣.


١ - انظر: معيار العلم ص٤٣ - ٤٤، المبين ص٦٩.
٢ - انظر: معيار العلم ص٤٤.
٣ - انظر: معيار العلم ص٤٤، النجاة ١/١٢، الإحكام للآمدي ١/٤٠، المبين للآمدي ص٧٢.

<<  <   >  >>