للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ - الصعق:

والصعق هو"الفناء في الحق بالتجلي الذاتي"١.

وقالوا: "الصعق الغشية أو الذهاب أو الفناء، وذلك من مطالعة أنوار الحقائق، فالصعق دهشة، وسكر ناتج من تجلي أسرار الله على قلب العبد الصادق، وذلك في حال المشاهدة"٢.

٦ - المشاهدة:

والمشاهدة "شهود الذات، بارتفاع الحجاب مطلقاً..ودرجتها شهود الحق ذاته بذاته، لفناء العبد بكليته في عين الجمع"٣.

ومن خلال التعريف بهذه المصطلحات يتضح التقارب والاشتراك بينها في المعنى، والحكم على المتصف بها كما سبق في لفظ الفناء بمعناه عند الصوفية، يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: "فالأحوال التي يعبر عنها بالاصطلام والفناء والسكر ونحو ذلك، إنما تتضمن عدم الإحساس ببعض الأشياء دون بعض، فهي مع نقص صاحبها - لضعف تمييزه - لا تنتهي إلى حد يسقط فيه التمييز مطلقاً، ومن نفى التمييز في هذا المقام مطلقاً، وعظم هذا المقام، فقد غلط في الحقيقة الكونية والدينية قدراً وشرعاً، وغلط في خلق الله وفي أمره، حيث ظن أن وجود هذا؛ لا وجود له، وحيث ظن أنه ممدوح، ولا مدح في عدم التمييز: العقل والمعرفة"٤.


١ - معجم الكلمات الصوفية ص٤٩.
٢ - معجم ألفاظ الصوفية للدكتور الشرقاوي ص١٩٠.
٣ - معجم الكلمات الصوفية ص١٨٤ - ١٨٥.
٤ - مجموع الفتاوى ٣/١١٧.

<<  <   >  >>