للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويلاحظ أن التعريفات الثلاثة الأولى تجعل المصطلح ما أخرج من معناه اللغوي إلى معنى آخر. أما التعريفات الأخيرة فلا تذكر ذلك بل تجعل المصطلح اتفاق طائفة على وضع لفظ معين لمعنى، وهذا أعم من التعريفات الأولى، وهو أولى؛ لأن المصطلح ليس بالضرورة أن يكون مخرجاً من معنى لآخر، بل ربما يكون موضوعاً لهذا المعنى فقط، كما أن من خصائص المصطلح هو اتفاق جماعة من المختصين عليه، وهو ما أكدته التعريفات السابقة، وعلى هذا جاءت بعض تعريفات المعاصرين للمصطلح، ومنها قول أحد الباحثين المعاصرين:

"المصطلح كلمة - مفردة أو مركبة –تدل على معان كثيرة، متجانسة ومتكاملة فيما بينها، إذا أطلقت دلت تلقائياً على مكوناتها المعرفية، أو الفنية، بحسب حقول العلم والأدب والفكر التي تنتسب إليها. ومن خصائص هذا الاطلاق: الاتفاق بين كل أو جل المختصين في حقل المصطلح المعني، فالمصطلح ذو طبيعة جماعية"١.

ومما جاء في المعاجم المتأخرة أن "الاصطلاح لفظ، أو شيء، اتفقت طائفة مخصوصة على وضعه"٢.

ويعرف الدكتور بكر أبو زيد الاصطلاح بأنه: "اللفظ المختار للدلالة على شيء معلوم ليتميز به عما سواه"٣.

وينقص هذا التعريف الإشارة إلى اتفاق جماعة على اختيار ذلك اللفظ للمعنى. هذا بالنسبة للاصطلاحات اللفظية، أما المصطلح عموما فيمكن أن يقال في تعريفه: أنه لفظ أو رمز اختاره طائفة مخصوصة للدلالة على شيء معلوم ليتميز به عما سواه.

وينبغي الإشارة إلى أن هذه الألفاظ الاصطلاحية منها" ما لا تثبت دلالته على وتيرة واحدة، بل يعتريها الاستبدال والسعة والضيق، بحيث تتسع مدلولاتها أو تضيق وتختص بمعنى ما، لكن هذا التغير في نطاق مقاييس اللغة والشرع، وهذا التطور أيضا في الألفاظ المتلقاة


١ - تطور مصطلح التخييل في نظرية النقد الأدبي عند السجلماسي للدكتور علال الغازي ص٢٨٥، بحث ضمن مجلة كلية الآداب، فاس.
٢ - المعجم العربي الأساسي ص ٧٤٤.
٣ - فقه النوازل للدكتور بكر أبو زيد ١/١٢٣.

<<  <   >  >>