يَنْبَغِي تَخْصِيص يَوْم أَو يَوْمَيْنِ أسبوعيا للمقابلات الْعَامَّة بِحَيْثُ يكون الْملك فيهمَا فِي أوج انبساطه ونشاطه ليتَمَكَّن من حُضُورهَا كل من اعْتَادَ ذَلِك وَلَا يمْنَع مِنْهَا أحد وَيجب أَن يخبر الْعَامَّة بَان هَذَا الْيَوْم يومهم وَأَن لَا يَأْتُوا فِي الْأَيَّام الَّتِي تكون المقابلات فِيهَا للخاصة فَقَط لِئَلَّا تكون ثمَّة حَاجَة فِي أَن يُؤذن لشخص وَيرد اخر
وَيَنْبَغِي أَن تكون أَسمَاء من هم أهل لحضور الْمجَالِس الْخَاصَّة مَعْرُوفَة وعددهم معينا وَيشْتَرط أَن يكون برفقة كل مِنْهُم غُلَام وَاحِد فَقَط وَلَيْسَ من اللياقة أَن ياتوا بِالْخمرِ وسقاتهم مَعَهم لِأَن الْعَادة لم تجر قطّ بِشَيْء من هَذَا الْعَمَل غير المقبول بل جرت الْعَادة فِي كل الْأَعْصَار أَن تحمل الأغذية وَالنَّقْل والأشربة من قُصُور الْمُلُوك إِلَى بيُوت الاخرين وَلَيْسَ الْعَكْس فالسلطان هُوَ سيد الْبِلَاد وَالنَّاس كلهم عِيَال عَلَيْهِ فَلَيْسَ صَحِيحا إِذن أَن يحمل الطَّعَام وَالشرَاب من بيُوت من يعولهم السُّلْطَان ويؤمن لَهُم أَرْزَاقهم إِلَى قصره ومجالسه وَمن الْمُسلم بِهِ أَن تَدْبِير شؤون السُّلْطَان المنزلية وتجهيزاتها أَكثر وَأحسن وأجمل وأنظف مِمَّا لكل أكَابِر الدولة وعظمائها
إِن تكن عِلّة إحضارهم الشَّرَاب أَن الْمُوكل الْخَاص بِهِ يقدم ضربا رديئا تجب معاقبته لِأَن كل الاشربه الَّتِي يُوكل بهَا من الْأَصْنَاف الجيدة فلماذا يقدم شرابًا رديئا فبذا يبتفي عذرهمْ وَيَقْضِي على جسارتهم فِي إِحْضَار الشَّرَاب إِلَى مجْلِس الْملك
وَلَا مندوحة للْملك من ندامى لائقين لَان مُجَالَسَته للعبيد والخدم بِكَثْرَة تزيد من جرأتهم عَلَيْهِ وتسيء إِلَى عَظمته وجلاله وتنال من حرمته وتصدع أَرْكَانهَا وَتُؤَدِّي إِلَى ركة فِي طبعه فَهَؤُلَاءِ إِنَّمَا يليقون للْخدمَة حسب أما معاشرة الْملك لكبراء الدولة وقادة الْجَيْش ورؤساء الْقَوْم العظماء المحترمين ومخالطته لَهُم كثيرا أَيْضا فتسىء إِلَى أبهته وجلاله من