مَدِينَة حَصِينَة فِي أسفيجاب مَا زَالَ قَائِما عَامِرًا وَمن الْحُصُون الَّتِي بنيت أَيْضا حصن على طَرِيق خوارزم باسم فراوة وثان فِي دربند واخر فِي الاسكندرية وَعشرَة أُخْرَى كل وَاحِد مِنْهَا كالمدينة وعَلى الرغم من كل هَذَا الْعمرَان فقد زَادَت أَمْوَال أُخْرَى أمرت زبيدة بتوزيعها على الْمَسَاكِين والمجاورين فِي مَكَّة وَالْمَدينَة وَبَيت الْمُقَدّس
عمر بن الْخطاب وَالْمَرْأَة الفقيرة
قَالَ زيد بن أسلم كنت مَعَ أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر بن الْخطاب إِذْ خرج لَيْلَة يعس أَحْوَال الرّعية بِنَفسِهِ فَلَمَّا تخطينا الْمَدِينَة إِذا بحائط خرب تنبعث مِنْهُ نَار فَقَالَ لي عمر يَا زيد هَلُمَّ بِنَا إِلَى ذَلِك الْمَكَان لنرى من ذَا الَّذِي يُوقد نَارا فِي منصف اللَّيْل فاتجهنا صَوبه وَلما اقتربنا مِنْهُ إِذا امْرَأَة قد وضعت قديرة على النَّار وأمامها طفلان نائمان وَهِي تَقول تعاليت يَا رب أنصفني من عمر فَهُوَ شبعان وَنحن جِيَاع
لما سمع عمر مِنْهَا ذَلِك قَالَ لي يَا زيد لقد وكلتني هَذِه الْمَرْأَة إِلَى الله من بَين كل خلقه ابق أَنْت هُنَا حَتَّى أقترب مِنْهَا وأستفسر عَن حَالهَا فاقترب مِنْهَا وَقَالَ مَاذَا تعدين من طَعَام فِي الْخَلَاء فِي منتصف اللَّيْل قَالَت إِنَّنِي امْرَأَة فقيرة لَيْسَ لي فِي الْمَدِينَة بَيت أملكهُ وَلَا ألوي على شَيْء أتيت إِلَى هَذَا الْمَكَان أمس خجلا من بكاء طفلي وصراخهما جوعا لأنني لَا أملك مَا أقوتهم بِهِ وَلِئَلَّا يعرف الْجِيرَان أَنَّهُمَا يَبْكِيَانِ جوعا لقد أسقط بيَدي فَكلما جعلا يَبْكِيَانِ جوعا ويطلبان طَعَاما أَضَع هَذِه القديرة على