الْفَصْل الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ
فِي عتاب المقربين وَذَوي المقامات الرفيعة حِين ارْتِكَاب الأخطاء والذنُوب
على من ينشدون العظمة الْوُصُول إِلَى المقامات الْعَالِيَة الرفيعة أَن يتحملوا الصعاب ويتجملوا بِالصبرِ فِي أزمانهم فَإِذا مَا بَدَت من هَؤُلَاءِ هَنَات وأخطاء وعوتبوا جهارا فَإِن مَاء وُجُوههم يراق وَلَا يرد لَهُم اعتبارهم وحرمتهم إِلَّا بِقدر كَبِير من الاحسان والمكافئة وَالتَّقْدِير إِنَّه لمن الأولى إِذا مَا ارْتكب أحدهم خطأ أَن يغض الطّرف عَنهُ فِي حِينه ثمَّ يستدعى سرا وَيُقَال لَهُ لقد فعلت كَذَا وكذ لكننا رَغْبَة منا فِي عدم الاطاحة بِمن قربناهم واوصلناهم إِلَى هَذِه الْمنزلَة قد تجاوزنا عَن ذَلِك عَلَيْهِ أَن يتَجَنَّب الْوُقُوع فِي الْخَطَأ وَألا يَجْرُؤ على ارْتِكَاب شَيْء من هَذَا الْقَبِيل فِيمَا بعد لكنه إِذا مَا أعَاد الكرة فسيخرج من كنفنا وخدمتنا وحشمنا فَيكون حِينَئِذٍ هُوَ الَّذِي اخْتَار هَذَا لَا نَحن
سُئِلَ أَمِير الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنهُ أَي الرِّجَال أَشْجَع فَأجَاب من يَتَمَالَك نَفسه عِنْد الْغَضَب وَلَا ياتي بِعَمَل ينْدَم على فعله بعد أَن يسكن غَضَبه فلات سَاعَة مندم
ان كَمَال عقل الْمَرْء فِي أَلا يغْضب فَأن غضب يجب أَن تكون الْغَلَبَة لعقله على غَضَبه وَلَيْسَ الْعَكْس إِن من يستولي هوى نَفسه على على عقله فَإِن غَضَبه حِين يثور يطغى على عقله فيتصرف تصرف المجانين فِي أَقْوَاله وأفعاله لَكِن من يكبح عقله جماح نَفسه إبان عضبها فَإِن عقله يَسْتَطِيع طرد أهواء نَفسه وميولها والانتصار عَلَيْهَا فَتلقى أَقْوَاله وأعماله قبولا لَدَى الْعُقَلَاء وَلَا يدْرِي النَّاس أغاضب هُوَ أم لَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute