الْفَصْل الثَّالِث وَالْعشْرُونَ
فِي تعْيين أطماع الْجَيْش
يجب أَن يعين للجيش أطماع نقدية ثَابِتَة ومنتظمة أما اصحاب الإقطاعات مِنْهُم فَيجب أَن تطلق ايديهم فِيهَا وَلَكِن بنظام مَعْلُوم وَأما الغلمان الَّذين لَا إقطاع لَهُم فَيجب إِظْهَار أطماعهم وتعيينها فَإِذا مَا عرفت أعدادهم يجب إعداد جراياتهم وتهيئتها جَمِيعهَا وَدفعهَا إِلَيْهِم فِي أَوْقَاتهَا أَو أَن يستدعيهم الْملك إِلَيْهِ مرَّتَيْنِ سنويا وَيَأْمُر بتسليمهم أطماعهم المقررة لَا أَن يحالوا إِلَى الخزينة لاستلامها دون أَن يراهم الْملك فَمَا أحسن أَن سلمهَا الْملك إِلَيْهِم بِنَفسِهِ لِأَن هَذَا يبْعَث على غرس روح الْمَوَدَّة والألفة والاتحاد بَينهم وَبَينه ويفضي بهم إِلَى بذل أقْصَى الجهود فِي الْخدمَة والثبات فِي الْقِتَال
لقد كَانَ من عَادَة الْمُلُوك القدماء أَلا يقطعوا الْجَيْش شَيْئا بل يدفعوا لكل مِنْهُم بِحَسب دَرَجَته طمعه من الخزينة نَقْدا أَربع مَرَّات فِي السّنة فَكَانَ الْجند فِي يسر ورخاء دَائِما وَكَانَ إِذا مَا طَرَأَ أَمر هام يركب لَهُ أَلفَانِ أَو عشرُون ألفا حَالا أما عُمَّال الْخراج فَكَانُوا يجمعونه ويحملونه إِلَى خزينة الْملك وَمِنْهَا تصرف أطماعا للغلمان والجيش مرّة كل ثَلَاثَة أشهر وَهُوَ مَا أطْلقُوا عَلَيْهِ حِسَاب العشرينية وَمَا زَالَ هَذَا الْعرف قَائِما فِي ال مَحْمُود
ولينبه على أَصْحَاب الإقطاع فِي حَال غياب أحد الْجند لمَوْته أَو لأي سَبَب اخر ان يعلنوا ذَلِك وَلَا يخفوه أما القادة فلينبه عَلَيْهِم وَقد صرفت لَهُم مرتباتهم أَن يعدوا الْجَيْش كُله ويهيئوه لأي مهمة وحادث فَإِذا مَا تخلف أحد فَعَلَيْهِم إبلاغ ذَلِك حَالا ليَكُون تخلفه بِإِذن السُّلْطَان وَإِن لم يَفْعَلُوا فتنبغي معاتبتهم ولومهم وتغريمهم أَي القادة أطماع الْجند المتخلفين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute