ليبحث فِي كل مَدِينَة عَمَّن لَهُ شَفَقَة على أُمُور الدّين وَيخَاف الله تَعَالَى وَلَيْسَ بِصَاحِب غَرَض ثمَّ يُقَال لَهُ إننا نضع هَذِه الْمَدِينَة والناحية أَمَانه فِي عُنُقك نَسْأَلك عَمَّا يَسْأَلك الله تَعَالَى عَنهُ عَلَيْك أَن تحيط بِكُل شَيْء من أَمر الْعَامِل وَالْقَاضِي والشحنة والمحتسب وَالنَّاس وكل صَغِيرَة وكبيرة تتحراها جَمِيعًا ثمَّ تحيطنا علما بِالْحَقِيقَةِ سرا أَو عَلَانيَة لكَي نأمر باتخاذ التدابير اللَّازِمَة وَإِذا مَا امْتنع من تتوفر فِيهِ تِلْكَ الصِّفَات عَن قبُول هَذِه الْأَمَانَة يجب إِلْزَامه بقبولها وإجباره على تحملهَا
نهج عبد الله بن طَاهِر
يُقَال ان عبد الله بن طَاهِر كَانَ أَمِيرا عادلا قَبره بنيسابور رايناه وزرناه وَالنَّاس يذهبون لزيارته باستمرار ويسألونه قَضَاء حاجاتهم فيستجيب الله تَعَالَى دعاءهم
كَانَ عبد الله لايسند الْأَعْمَال الديوانية إِلَّا إِلَى الْمُتَّقِينَ والزهاد وَإِلَى من هم فِي غنى عَن مَال الدُّنْيَا وَالَّذين لَا يشغلون أنفسهم بأعراضها الزائلة كَيْمَا تحصل الْأَمْوَال الْمُسْتَحقَّة على النَّاس فَقَط بِالْحَقِّ وَحَتَّى لَا يثقل كاهلهم ويساموا الشَّقَاء وَكيلا يشقى هُوَ نَفسه أَيْضا
نصيحة أبي عَليّ الدقاق لأبي عَليّ الياس
دخل أَبُو عَليّ الدقاق يَوْمًا على الْأَمِير أبي عَليّ الياس الَّذِي كَانَ واليا على خُرَاسَان