اقتيد مُحَمَّد البرقعي إِلَى بَغْدَاد وفيهَا قتل أما مذْهبه فَكَانَ كمذهب مزدك وبابك وَأبي زَكَرِيَّا والخرمية والقرامطة فِي كل شَيْء
خُرُوج أبي سعيد الجنابي وَابْنه أبي طَاهِر خذلهما الله فِي الْبَحْرين والأحساء
وَفِي عهد المعتضد ايضا خرج أَبُو سعيد الْحسن بن بهران الجنابي فِي الْبَحْرين والأحساء ودعا أهلهما إِلَى مَذْهَب السبعية الَّذِي نسمية نَحن الباطنية فأضلهم وَقَوي أمره وَلما استحكم شَأْنه هُنَاكَ أَخذ يقطع الطّرق ويغير على النواحي والأطراف وَأظْهر الْإِبَاحَة علنا وَاسْتمرّ على هَذَا المنوال شطرا من الزَّمن إِلَى أَن اغتاله أحد الخدم مِمَّا حدا بِهَذِهِ الطَّائِفَة أَن لَا تعتمد الخدم أَو تركن إِلَيْهِم فِي الْبَحْرين والأحساء من بعد
وَتَوَلَّى بعد أبي سعيد ابْن لَهُ كَانَ يكنى بَابي طَاهِر الَّذِي اخذ نَفسه بالصلاح حينا وَكَانَ يعرف شَيْئا من مقَالَة السبعية وَأرْسل أَبُو طَاهِر إِلَى الدعاة يستفسر عَن غَايَة كِتَابهمْ البلاغة السَّابِع فَأَرْسلُوهُ إِلَيْهِ وَلما قَرَأَ الْكتاب أضحى وَكَأَنَّهُ كلب ضار فَدَعَا كل من كَانَ فِي الْبَحْرين والاحساء من الشَّبَاب وعشاق السِّلَاح هلموا إِلَيّ فَإِن لي بكم حَاجَة وَكَانَ ذَلِك قبيل موسم الْحَج فتجمع حوله خلق لَا يُحصونَ عدا مضى بهم إِلَى مَكَّة وَوصل فِي وَقت أَدَاء الْفَرِيضَة وَقد كَانَ الحجيج محرمين فَأمر رِجَاله أَن اشرعوا سُيُوفكُمْ واقتلوا كل من تصادفونه وأطلقوا أَيْدِيكُم بالمكيين والمجاورين واستلوا سيوفهم وأعملوها فِي النَّاس قتلا فَلَمَّا رَأَتْ الْخَلَائق هَذَا فزعت إِلَى دَاخل الْحرم وَوضعت الْمَصَاحِف أمامها أما المكيون فهرعوا الى السِّلَاح وتأزر كل من كَانَ لَدَيْهِ سلَاح بِهِ وَمضى إِلَى ساحة الوغى فَلَمَّا رأى أَبُو طَاهِر الْأَمر على هَذِه الْحَال أخرج إِلَى وسط ساحة الْقِتَال رَسُولا يَقُول لقد جِئْنَا لِلْحَجِّ لَا لِلْقِتَالِ وَكَانَ الذَّنب ذنبكم إِذْ أفسدتم علينا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute