إحرامنا وقتلتم وَاحِد من دون ذَنْب فاضطررتمونا إِلَى حمل السِّلَاح وَإِذا مَا ذاع فِي الْعَالم أَن المكيين يتأبطون الأسلحة ويعبثون فِي الحجيج قتلا فسيعزف النَّاس عَن الْحَج وتوصد طَرِيقه وتسوء سمعتكم لَا تفسدوا علينا حجنا بل دَعونَا نُؤَدِّي الْفَرِيضَة وخيل للمكيين صدق قَوْله وَلم يستبعدوا أَن أحد قد تحرش بهم فشهر سلاحه عَلَيْهِم وَقتل وَاحِد مِنْهُم وَاتَّفَقُوا على أَن يُعِيد الجانبان السيوف إِلَى أغمادها وأقسما بالقران الْكَرِيم يَمِينا لَا رَجْعَة فِيهَا بألا يعودا إِلَى الْقِتَال ثَانِيَة وأ يتراجع المكيون ويعيدوا الْمَصَاحِف إِلَى امكنتها فِي الْحرم حَتَّى يتَمَكَّن الجانبان من زِيَارَة الْكَعْبَة وتأدية مَنَاسِك الْحَج وَأقسم الْمُسلمُونَ من المكيين وَالْحجاج كَمَا أقسم أبوطاهر وَرِجَاله وفْق إرادتهم ثمَّ تراجعوا وألقوا السِّلَاح وَعَاد المكيون ثمَّ أعادوا الْمَصَاحِف إِلَى أماكنها واستأنف الحجيج تأدية مناسكهم وطوافهم
وَلما راى أَبُو طَاهِر أَن حَملَة السِّلَاح قد تفَرقُوا أَمر أعوانه أَن هبوا إِلَى السِّلَاح واندفعوا إِلَى الْحرم واقتلوا كل من تلقونه فِي دَاخله وخارجه واندفعوا بسيوفهم ورماحهم إِلَى الْحرم بَغْتَة وَأخذُوا يقتلُون كل من يجدونه فِي طريقهم إِلَى ان قتلوا المجاورين جَمِيعًا وخلقا كثيرين غَيرهم وَجعل النَّاس يلقون بِأَنْفسِهِم فِي الابار ويقرون إِلَى رُؤُوس الْجبَال خوفًا من السَّيْف
وَأخرج القرامطة الْحجر الْأسود من الْكَعْبَة وصعدوا إِلَى سطحها وخلعوا ميزابها الذَّهَبِيّ وهم يرددون لقد صَار ربكُم إِلَى الساء وخلى بَيته الْكَعْبَة نهبا مضاعا فِي الأَرْض انهبوه ودمروه ثمَّ نزعوا كسْوَة الْكَعْبَة عَنْهَا ونهبوها قِطْعَة قِطْعَة وهم يرددون باستهزاء بعض الْآيَات الْكَرِيمَة {وَمن دخله كَانَ آمنا} {وآمنهم من خوف} وَيَقُولُونَ أَيْضا لماذا لم تأمنوا شَرّ سُيُوفنَا وَقد دَخَلْتُم الْكَعْبَة لَو كَانَ لكم إِلَه لوقاكم جراحات سُيُوفنَا وأمنكم من خوفها وَغير هَذَا من عِبَارَات الْكفْر ثمَّ استولوا على نسَاء المكيين وَأَبْنَائِهِمْ وأخذوهم سَبَايَا مَعَهم أما الْقَتْلَى فَتَجَاوز عَددهمْ عشْرين ألفا فضلا عَمَّن ألقوا بانفسهم فِي الابار أَحيَاء حَتَّى هَؤُلَاءِ أَمر أَبُو طَاهِر بإلقاء الْقَتْلَى فَوْقهم ليلقوا حتفهم أَيْضا واما غنائمهم فَكَانَت مائَة ألف بعير ومقادير لَا حصر لَهَا من الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالدَّنَانِير والقصب والمسك والعنبر وطرائف أُخْرَى ثمينة وَلما عَادوا إِلَى الاحساء بعثوا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute