يَنْبَغِي إِسْنَاد الإشراف إِلَى من يعْتَمد عَلَيْهِ اعْتِمَادًا تَاما ليتَمَكَّن من الْإِحَاطَة بِكُل مَا يجْرِي فِي البلاط والإجابة عَن كل شَيْء فِي أَي وَقت يطْلب إِلَيْهِ ذَلِك وعَلى المشرف نَفسه أَن يعين لَهُ نَائِبا أَمينا قَوِيا فِي كل نَاحيَة ومدينة لمراقبة الْأَعْمَال والإشراف على تَحْصِيل الْخراج ومعرف كل كَبِيرَة وصغيرة تقع هُنَاكَ وعَلى هَؤُلَاءِ إِلَّا يشغلوا أنفسهم بِجمع المَال لفائدتهم الشخصية وكفافهم فَيَكُونُوا عبئا على الرّعية يرهقها من جَدِيد
لذا يجب أَن يُؤمن لَهُم كل مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من بَيت المَال حَتَّى لَا تكون لَهُم ثمَّة حَاجَة لخيانة ورشوة وستكون ثَمَرَة استقامتهم فِي أَعْمَالهم عشرَة أَمْثَال بل مائَة مثل لما يعطوه من أَمْوَال فِي حينها