الباطنية مِثْلَمَا يفعل أَبُو سعيد الجنابي وَأَبُو سعيد المغربي وَمُحَمّد الْعلوِي البرقعي ودعاتهم
كَانَ الْمقنع معاصرا لأبي سعيد الجنابي وَأبي سعيد المغربي وَكَانَت بيينهم مكاتبات ومراسلات لقد خرج الْمقنع على النَّاس بطلسم سحرِي فِي مَا وَرَاء النَّهر إِذْ أخرج من كل جبل شَيْئا على غرار الْقَمَر وَكَانَ أهل تِلْكَ النواحي يرَوْنَ تِلْكَ الأشكال يوميا فِي موعد طُلُوع الْقَمَر تَمامًا وَمَضَت على هَذَا مُدَّة طَوِيلَة
وَلما تمكن الْمقنع من إِخْرَاج سكان تِلْكَ الْولَايَة من دَائِرَة الشَّرِيعَة وَالْإِسْلَام وَقَوي شَأْنه ادّعى الألوهية فأريقت لهَذَا الدِّمَاء وَظَهَرت الْمَفَاسِد وَتَقَدَّمت جيوش الْمُسلمين من شَتَّى الْأَطْرَاف لقتاله واشتبكت مَعَه فِي حروب دَامَت سنوات لَو نذْكر أَخْبَارهَا لاحتاجت إِلَى مجلدات ان أخباره وأخبار كل وَاحِد من الْكلاب الَّذين ذكرت تحْتَاج إِلَى كتاب ضخم كَبِير مَكْتُوب بِخَط دَقِيق وَلَقَد اكتفيت بِالْقدرِ الَّذِي ذكرت حَتَّى لَا يَخْلُو ذكر الْمقنع من بَين هَؤُلَاءِ
تعدد أَسمَاء الباطنية
لقد كَانَ للباطنية فِي كل وَقت خَرجُوا فِيهِ اسْم ولقب يخْتَلف عَنهُ فِي وَقت اخر وَعرفُوا بأسماء وألقاب مُتَفَاوِتَة فِي كل مَدِينَة وَولَايَة وَإِن تكن مَعَ ذَلِك وَاحِدَة فِي مَعْنَاهَا فقد كَانَ يُقَال لَهُم الإسماعلية فِي حلب ومصر والسبعية فِي قُم وكاشان وطبرستان وسبزوار والقرامطة فِي بَغْدَاد وَمَا وَرَاء النَّهر وغزنين والمباركية فِي الْكُوفَة والراوندية والبرقعية فِي الْبَصْرَة والخلفية فِي الرّيّ والمحمرة فِي جرجان والمبيضة فِي الشَّام والسعيدية فِي الْمغرب