وَلما خرج كبار رجال الدولة من عِنْده وعادوا إِلَى مَنَازِلهمْ وقصورهم استدعوا وكلاءهم وفرسانهم وَمن هم تَحت إمرتهم فِي الْحَال وَقَالُوا لَهُم لتنظروا فِي كل من سلبتموه شَيْئا دون حق أَو عذبتموه أَو اذيتموه فِي صحو أَو سكر فِي عشر السنوات الْأَخِيرَة علينا جَمِيعًا نَحن وَأَنْتُم أَن نهتم بِالْأَمر ونرضي الْخُصُوم كلهم قبل أَن يذهبوا إِلَى الْقصر يتظلمون منا
بِهَذِهِ السياسة الَّتِي سنّهَا أنوشروان بِالْحَقِّ استقامت شؤون مَمْلَكَته كلهَا وَضرب على أَيدي المتطاولين واللصوص وارتاح النَّاس أَجْمَعِينَ حَتَّى أَن سبع سنوات مرت دون أَن يؤم أحد الْقصر متظلما
أنوشروان وسلسلة الْعَدَالَة
فِي ظهيرة أحد الْأَيَّام بعد سبع سنوات وَفِي الْوَقْت الَّذِي ذهب فِيهِ الْجَمِيع ونام الخفر ارْتَفع صَوت الْأَجْرَاس فَسَمعهُ أنوشروان الَّذِي أرسل خادمين فَوْرًا وَقَالَ لَهما انْظُر من ذَا الَّذِي جَاءَ يتظلم فَلَمَّا وصلا إِلَى مدْخل الْقصر إِذا بِحِمَار هرم ضَعِيف اجرب قد مر من هُنَاكَ وحك ظَهره بالسلسلة فارتفع صَوت الْأَجْرَاس وَعَاد