كَانَ الْمُلُوك دَائِما يعيرون إهتماما كَبِيرا لإعداد الخوان فِي الصَّباح الباكر ليجد من يمثلون بَين أَيْديهم مَا يَأْكُلُون هُنَاكَ وَلَا تَثْرِيب على الْخَاصَّة إِذا لم يتناولوا الطَّعَام فِي هَذَا الْوَقْت بل تناولوه قي وقته الْمَضْرُوب غير أَنه لم تكن مندوحة من تهيئة الخوان بكرَة
كَانَ السُّلْطَان طغرل رَحمَه الله يحرص على اعداد الخوان جيدا ويامر بتهيئة ضروب الطَّعَام الْمُخْتَلفَة على أكمل وَجه حَتَّى حِين كَانَ يركب مبكرا طلبا للتنزة أَو الصَّيْد كَانَ يحمل فِي موكبه عشرُون وسْقا من الْأَطْعِمَة لزاده فِي الصَّحرَاء وَقد كَانَت كثرتها تثير عجب الْأُمَرَاء والأتراك فِي أثْنَاء تناولهم الطَّعَام ثمَّة
وَكَانَ من عَادَة خانات تركستان توفير الْأَطْعِمَة لخدمهم وَفِي مطابخهم فَلَمَّا ذَهَبْنَا إِلَى سَمَرْقَنْد وأوزكند سمعنَا مَا كَانَ يَدُور على أَلْسِنَة الفضوليين من أَن الجكليين وسكان مَا وَرَاء النَّهر كَانُوا يَقُولُونَ دَائِما إننا لم نَأْكُل لقْمَة وَاحِدَة على خوان السُّلْطَان فِي الْمدَّة الطَّوِيلَة الَّتِي كَانَ يتَرَدَّد فِيهَا
إِن همة كل شخص ومروءته بِقدر عَظمته وسيادته وَلِأَن السُّلْطَان سيد الْعَالم كُله والملوك جَمِيعًا منصاعون إِلَيْهِ يَنْبَغِي أَن تكون عَظمته وهمته ومروءته وخوانه وَصلَاته منتاسبة مَعَ قدره وجلاله وَأفضل من سَائِر الْمُلُوك وَأكْثر وَفِي الْخَبَر أَن إغداق الْخبز وَالطَّعَام على