نَفسك اما إِن كنت ترى أَنَّك محق فِيمَا تقوم بِهِ تجاه نَفسك من أَعمال فالملك لَا يرى أَن من الْمُنَاسب وَالْحكمَة كف يَد الحزم وتجنب الحيطة والأبقاء على الخونة أَنا الْمُكَلف برعايتك وحمايتك وَلست أَنْت الْمُوكل بحمايتي وحفظي فَالله عز وَجل ملكني عَلَيْكُم وَلم يملكم عَليّ هلا علمت أَن من يصادق خصوم الْملك يعد احدا مِنْهُم وَأَن من يصاحب اللُّصُوص لص مثلهم
وَفِي حِين كَانَ الْكَلَام ينساب من على لِسَان السُّلْطَان كَانَ الخواجة الإِمَام المشطب وَالْقَاضِي لوكر حاضرين فَالْتَفت إِلَيْهِمَا وَقَالَ مَا تقولان فِيمَا أَقُول قَالَا ان مَا يَقُول مولى الْعَالم هُوَ قَول الله عز وَجل وَرَسُوله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الرافضة وَأهل الْبدع والباطنية وَأهل الذِّمَّة ثمَّ قَالَ المشطب يروي عبد الله بن عَبَّاس أَن الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لعَلي بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ يَوْمًا إِن أدْركْت قوما لَهُم نبز يُقَال لَهُم الرافضة يلفظون الأسلام فاقتلهم فَإِنَّهُم مشركون وَقَالَ القَاضِي لوكر يروي أَبُو أُمَامَة أَن النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ تظهر فِي أخر الزَّمَان فِئَة يُقَال لَهُم الرافضة فَإِذا لقيتموهم فاقتلوهم ثمَّ قَالَ المشطب لقد كفر سُفْيَان بن عُيَيْنَة الرافضة محتجا بقوله تَعَالَى {ليغيظ بهم الْكفَّار} وَقَوله {أشداء على الْكفَّار} ثمَّ قَالَ ان من يقْدَح فِي أحد صحابة