راست روشن يُخبرهُ بِخُرُوجِهِ على بهْرَام جور والتوجه نَحوه ووجدوا رِسَالَة بِخَط راست روشن مُرْسلَة إِلَيْهِ فِيهَا مَا هَذَا التباطؤ فقد قَالَت الْحُكَمَاء الْغَفْلَة تدمر الدولة لقد عملت لهواي مَعَك وطاعتي إياك كل مَا بوسعي فكسبت فلَانا وَفُلَانًا وَفُلَانًا من قادة الْجَيْش إِلَى جَانِبي وَأخذت لَك الْبيعَة مِنْهُم وَجعلت أَكثر الْجَيْش دون مؤونة وعتاد وَأرْسلت بعضه إِلَى أَمَاكِن ونقاط أُخْرَى فِي مهام لَا طائل من وَرَائِهَا أما الرّعية فجوعتها وأضعفتها وَفرقت شملها وشتت الكثيرين مِنْهَا وَأما مَا اسْتَطَعْت جمعه فِي هَذِه الْمدَّة من أَمْوَال فَهُوَ لَك ولخزانتك الَّتِي لَا قبل لأي ملك بهَا وأعددت لَك تاجا ومنطقة وجبة مرصعة لم ير أحد مثلهَا إِن حَياتِي مهدده بالخطر من هَذَا الرجل الْملك بهْرَام الميدان خَال والخصم لاه فاغتنم الفرصة وسارع بالمجيء قبل أَن يصحو الرجل من غفوته لما رأى بهْرَام جور الرسائل قَالَ اه إِنَّه هُوَ الَّذِي ألب علينا هَذَا الْخصم الَّذِي يتَقَدَّم الان بعد أَن غرر بِهِ وَلَيْسَ ثمَّة من شكّ فِي خبث معدنه وعداوته ومخالفته لنا وَأمر بتحويل ثروته كلهَا إِلَى الخزانة والاستيلاء على عبيده ومواشيه اما مَا أَخذه من النَّاس رشوة فَأمر بِأَن تبَاع أملاكه وضياعه ليسترد النَّاس أسلابهم مِنْهَا وَأما قصره ومتاعه فدكت دكا
ثمَّ أَمر انذاك بِإِقَامَة مشنقة عالية على بَاب قصره وَثَلَاثِينَ أُخْرَى خلفهَا وَكَانَ راست روشن أول من علق عَلَيْهَا تَمامًا مِثْلَمَا علق ذَلِك الرجل الَّذِي تقدم خَبره كَلْبه وَمن ثمَّ علق أَتْبَاعه وَمن دخلُوا فِي بيعَته وَأمر الْملك مناديا يُنَادي لمُدَّة سَبْعَة أَيَّام هَذَا جَزَاء من يَحِيق بِالْملكِ سوءا وينحاز إِلَى أعدائه ويوافقهم ويؤثر الْخِيَانَة على الْأَمَانَة وَيظْلم الْعباد ويتجرأ على الله وعَلى أسياده
بعد هَذَا الْجَزَاء الرادع خَافَ المفسدون الْملك بهْرَام الَّذِي عزل كل من عينهم راست روشن أَو ولاهم شغلا وَلم يولهم أَي عمل بعد وَأعَاد كل من نحاهم عَن مراكزهم إِلَيْهَا وَبدل جَمِيع الْكتاب وحكام الولايات
وَلما وصل الْخَبَر إِلَى الْملك الَّذِي كَانَ قد خرج على بهْرَام جور وَتوجه إِلَيْهِ عَاد من حَيْثُ وصل نَادِما على فعلته ثمَّ أرسل الْأَمْوَال والهدايا الثمينة إِلَى الْملك بهْرَام ملتمسا الْعذر مُعْلنا الطَّاعَة وَقَالَ ان عصيان الْملك لم يخْطر لي ببال قطّ بل ان وزيركم هُوَ الَّذِي جعلني أسلك هَذِه الطَّرِيق لِكَثْرَة مَا كَانَ يكْتب من رسائل وَيُرْسل من رسل وَفِي ظَنِّي أَنه