مُحَمَّد بن هَارُون فقد كَانَ لنا هُنَاكَ عدد وعدة لقد اعتمدتكم وحدكم فِي مهمة وَهِي أَن خَارِجا ظهر فِي سفوح جبال هراة وَأظْهر مَذْهَب القرامطة عَلَانيَة ان مُعظم أَتْبَاعه من الرُّعَاة الزراع سأخلع عَلَيْكُم الْخلْع وأصلكم جَمِيعًا بالصلات وَأَرْفَع من مراتبكم ودرجاتكم بعد الِانْتِصَار والقتح الْكَبِير ثمَّ ندب كَاتبا ذكيا بارعا لتولي شؤونهم الديوانية
لما وصل تيقش بالغلمان على مشارف مرو الروذ انْضَمَّ إِلَيْهِم أَبُو عَليّ بِرِجَالِهِ فِي الْحَال واستلم مفارق الطّرق حَتَّى لَا يلقف الخارجون أخبارهم وَلما وصلوا إِلَى هراة خرج مُحَمَّد بن هرثمة بجيشة حَالا واستولوا على مفارق الطّرق لِئَلَّا يعلم أَبُو بِلَال بأمرهم ثمَّ صَارُوا جَمِيعهم إِلَى الْجَبَل وقضوا ثَلَاثَة أَيَّام بلياليها يخترقون المسالك الصعبة والمنافذ الوعرة والقرامطة فِي سبات وغفلة وشرعوا سيوفهم وأعملوها فِي القرامطة إِلَى أَن قتلوهم جَمِيعًا وقبضوا على أبي بِلَال وحمدان وتوزكارا ولى عشرَة اخرين من زعمائم ثمَّ عَادوا إِلَى بُخَارى فِي سبعين يَوْمًا واقتيد أَبُو بِلَال إِلَى سجن قهندز وظل رهينة إِلَى ان مَاتَ
أما الاخرون فأرسلوا إِلَى بَلخ وسمرقند وفرغانة وخوارزم ومرو ونيسابور وَغَيرهَا من المدن الْأُخْرَى وأعدموا فِيهَا شنقا فاستؤصلت بِهَذَا جذورهم من غور وغرجه مرّة وَاحِدَة
وَفِي هَذِه السّنة أَيْضا مَاتَ الْأَمِير الْعَادِل إِسْمَاعِيل فَتَوَلّى مَكَانَهُ أهوه نصر بن أَحْمد الَّذِي أسلفنا الْكَلَام عَلَيْهِ وَالَّذِي كَانَ قد صَار إِلَى الباطنية