لما سمع الْخياط الْعَجُوز الْقِصَّة قَالَ ان الله عز وَجل هُوَ الَّذِي يدبر أُمُور الْعباد أما نَحن فَلَا نملك سوى الْكَلَام ساكلم خصمك فِي أَمرك وأسأل الله تَعَالَى أَن يدبر لَك أَمرك ويوصلك إِلَى حَقك أسْند ظهرك إِلَى الْحَائِط واسترح قَلِيلا ثمَّ قَالَ لأحد الصَّبِيَّيْنِ ضع الإبرة جانبا واذهب إِلَى سراي الْأَمِير فلَان واجلس فِي الْحُجْرَة الْخَاصَّة ثمَّ قل لمن يدْخل إِلَيْهَا أَو يخرج مِنْهَا أَن يخبر الْأَمِير بِأَن أجِير الْخياط فلَان هُنَا وَهُوَ يحمل إِلَيْك خَبرا فحين يطلبك وتراه سلم عَلَيْهِ وَقل لَهُ ان سَيِّدي يسلم عَلَيْك وَيَقُول جَاءَنِي رجل يتظلم مِنْك وَمَعَهُ سَنَد بمبلغ سَبْعمِائة دِينَار بإقرارك أَنْت وَقد مضى على أَجله عَام وَنصف أريدك أَن تعيد إِلَيْهِ الان مَاله كَامِلا دونما توان أَو تَقْصِير ثمَّ عد لي بجوابه حَالا
ونهض الصَّبِي وَمضى مسرعا إِلَى قصر الْأَمِير اما أَنا فقد تملكني الْعجب لِأَنَّهُ مَا من ملك يُرْسل حَتَّى إِلَى أقل عُبَيْدَة مَا حمل الْخياط الصَّبِي من كَلَام إِلَى الْأَمِير وَإِن هِيَ