للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولايتى وَقطع الطّرق فِيهَا وَإِلَّا فَلَيْسَتْ كرمان أبعد من سومنات سأدفع بالجيوش إِلَيْهَا وأبتليها بِالْحَرْبِ والدمار

لما أوصل الرَّسُول الرسَالَة خَافَ أَبُو عَليّ الياس كثيرا وَأكْرم وفادته حَالا وَحمله بشتى أَنْوَاع الْجَوَاهِر واللالىء البحرية النادرة وَبدر الذَّهَب وَالْفِضَّة هَدَايَا إِلَى السُّلْطَان مَحْمُود وَكتب إِلَيْهِ يَقُول إِنَّنِي مَوْلَاك ومطيع أوامرك أَلا يعلم مولَايَ جيدا حَال مَوْلَاهُ وَولَايَة كرمان وَإِلَّا فإنني لَا أرْضى بِالْفَسَادِ أبدا إِن أهل كرمان كلهم سنيون وَأهل خير وَصَلَاح أما سلسلة جبال كوج وبلوج فاقتطعت عَن كرمان وَهِي ذَات جبال ومعابر حَصِينَة وطرقات وعرة إِنَّنِي عَاجز عَنْهُم فأغلبهم لصوص ومفسدون وقطاع طرق وهم يهددون أَمن طَرِيق تمتد إِلَى مِائَتي فَرسَخ بالنهب وَالسَّرِقَة إِنَّهُم خلق كثير لَا حول لي عَلَيْهِم وَلَا قُوَّة ان السُّلْطَان لأقدر مني وَفِي استطاعته الْيَوْم التصدي لَهُم فِي شَتَّى أنحاء الأَرْض وانني لأضع نَفسِي رهن إِشَارَته

لما وصلت إِلَى مَحْمُود رِسَالَة أبي عَليّ وهداياه تبين لَهُ صدق كل مَا يَقُول فَأَعَادَ رَسُوله إِلَيْهِ بخلعة خَاصَّة وَقَالَ لَهُ قل لأبي عَليّ عَلَيْك أَن تجمع جَيش كرمان وَتَطوف بِهِ فِي الْولَايَة كلهَا وَفِي شهر كَذَا تقدم سرا إِلَى حُدُود كرمان فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ كوج وبلوج وَأنزل هُنَاكَ وَحين يصل إِلَيْك رَسُولنَا بِإِشَارَة كَذَا تحرّك فَوْرًا وأحمل على ولَايَة كوج وبلوج واقتل من تَجدهُ من فتيانهم وَلَا تؤمنهم أبدا وأسلب من شيوخهم وَنِسَائِهِمْ أَمْوَالًا وأرسلها إِلَيّ حَتَّى أوزعها على من يدعونَ هُنَا أَنهم سلبوهم أَمْوَالهم ثمَّ اعقد مَعَهم عهدا وميثاقا محكما وعد بعد ذَلِك

وَبعد أَن سير السُّلْطَان رَسُول أبي عَليّ أَمر مناديا يُنَادي على التُّجَّار المتوجهين إِلَى تيز عَن طَرِيق كرمان أَن يهيئوا أنفسهم ويعدوا احمالهم فإنني مُرْسل مَعَهم حامية تحميهم وَلكم عَليّ عهد ان أعوضكم عَن بضائعكم من الخزانة إِذا مَا استولى عَلَيْهَا لصوص كوج وبلوج

فَمَا إِن شاع هَذَا الْخَبَر فِي النَّاس حَتَّى توارد عدد كَبِير من التُّجَّار على الرّيّ من الْأَطْرَاف فسيرهم السُّلْطَان مَحْمُود فِي وَقت معِين يرافقهم أَمِير على رَأس حامية قوامها مائَة وَخَمْسُونَ فَارِسًا وَقَالَ لَهُم تثبيتا لعزائمهم لتهدأوا بَالا فإنني مُرْسل فِي أثركم جَيْشًا وعَلى حِين كَانَ يسير الحامية استدعى إِلَيْهِ أميرها سرا وَأَعْطَاهُ زجاجة سم قَاتل وَقَالَ لَهُ عِنْدَمَا تصل إِلَى أصفهان توقف بهَا إِلَى أَن يعد تجارها أنفسهم وينضموا

<<  <   >  >>