للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لما وصل الْأَمِير بالقافلة إِلَى منزل من منَازِل الطَّرِيق أخبرهُ القاطنون ثمَّة بَان الاف اللُّصُوص قد استلموا طريقكم وهم فِي انتظاركم مُنْذُ أَيَّام فَسَأَلَهُمْ الْأَمِير كم فرسخا يبعد الْمَكَان الَّذِي هم فِيهِ قَالُوا خَمْسَة فراسخ وَلما سمع من فِي الْقَافِلَة هَذَا أَصَابَهُم الْفَزع وَاسْتولى عَلَيْهِم الذعر فحطوا هُنَاكَ الرّحال

وَمَعَ صَلَاة الْعَصْر استدعى الْأَمِير جَمِيع خفر البضائع وحامية الْقَافِلَة ورجالها وشجعهم ثمَّ قَالَ أخبروني أَيهمَا أعز النَّفس أَو المَال قَالُوا جَمِيعهم النَّفس قَالَ إِن الْأَمْوَال أَمْوَالكُم أما نَحن فسنرخص أَرْوَاحنَا فدَاء لكم دونما حزن أَو أَسف فَلم تتجرعون الأحزان إِذن على ثروة وأموال ستعوضون عَنْهَا إِن مَحْمُودًا لَيْسَ بغاضب عَلَيْكُم أَو عَليّ حَتَّى يدْفع بِنَا إِلَى الْهَلَاك بل انه سيرنا فِي مهمة يسْتَردّ بهَا الْأَمْوَال الَّتِي سلبها اللُّصُوص من الْمَرْأَة بدير الجص فَمَاذَا تظنون أتحسبون أَنه يرغب فِي أَن يستولي اللُّصُوص على أَمْوَالكُم لتهدأوا بَالا فَهُوَ لَيْسَ فِي غَفلَة عَنَّا لقد أَخْبرنِي شَيْئا هُوَ أَن مدده سيلحق بِنَا غَدا مَعَ شروق الشَّمْس وستكون الْأُمُور فِي صالحنا إِن شَاءَ الله أما أَنْتُم فَمَا عَلَيْكُم إِلَّا أَن تنفذوا مَا أَقُول فَفِيهِ نفعكم وصالحكم لما سمع الْقَوْم كَلَامه فرحوا ودبت الشجَاعَة وَالْقُوَّة فِي قُلُوبهم وَقَالُوا سننفذ كل مَا تَأْمُرنَا بِهِ قَالَ لِيَتَقَدَّم مني كل من لَدَيْهِ مِنْكُم سلَاح يقوى على اسْتِعْمَاله فَتقدم مِنْهُ عدد فَلَمَّا عدهم كَانُوا ثَلَاثمِائَة وَسبعين فَتى بَين خيال وراجل وَفِيهِمْ رِجَاله هُوَ أَي أَفْرَاد حاميته ثمَّ قَالَ لَهُم بِمَا أننا سنتقدم اللَّيْلَة فعلى الخيالة أَن يبقوا معي فِي مُقَدّمَة الْقَافِلَة والراجلين فِي مؤخرتها فَمن عَادَة هَؤُلَاءِ اللُّصُوص أَنهم ينهبون الْأَمْوَال دون أَن يقتلُوا أحدا إِلَّا من يتَصَدَّى لَهُم ويشتبك مَعَهم سنصل إِلَيْهِم غَدا وَالشَّمْس على ارْتِفَاع رُمْحَيْنِ وَحين يحملون على الْقَافِلَة لوذوا بالفرار فانا الَّذِي سألجأ إِلَى الْكر والفر مَعَهم إِلَى أَن تتواروا إِلَى مَسَافَة فَرسَخ وحينذاك أكر رَاجعا إِلَيْكُم وألتحق بكم وَنَصْبِر ثمَّة مُدَّة نعود جميعنا بعْدهَا ونحمل عَلَيْهِم وسترون الْعَجَائِب كَذَا أمرت وانني أعرف شَيْئا فِي الْمَوْضُوع لَا تعرفونه لكنكم ستعرفونه غَدا فيبين لكم انذاك صدق قولي وهمة السُّلْطَان مَحْمُود فَقَالُوا بِصَوْت وَاحِد إننا لفاعلون وعادوا

وَلما أرْخى اللَّيْل سدوله فض الْأَمِير أحمال التفاح ودس السم فِيهَا جَمِيعًا ثمَّ أَعَادَهَا ثَانِيَة وَندب خَمْسَة من رِجَاله للجمال الْعشْرَة الَّتِي تحمل التفاح وَقَالَ لَهُم حِين ننهزم وَيَقَع اللُّصُوص فِي الْقَافِلَة وَيَأْخُذُونَ فِي فض الْأَحْمَال عَلَيْكُم بِدفع أحمال التفاح وَفتح

<<  <   >  >>