لذا لم تكن السلطة المطلقة الغاشمة مشروعة، خلافًا لما يدعي هوبس؛ الحق أنها ليست شكلًا من أشكال الحكومة المدنية، وإنما هي محض استعباد, والملك المستبد خائن للعهد، والشعب في حل من خلع نيره.
د- ويجب الفصل بين الدولة والكنيسة. إن هدف الدولة الحياة الأرضية، وهدف الكنيسة الحياة السماوية. نحن إذ نولد ملك الوطن لا ملك الكنيسة ولا ندخل فيها إلا طوعًا. ولما كان المجتمع المدني غير قائم على مصالح الكنيسة فليس للدولة أن تراعي العقيدة الدينية في التشريع، ولا محل للقول بدولة مسيحية. مبدأ الدولة أن لكل أن يستمتع بجميع ما يعترف به للغير من حقوق، فيجب على الدولة أن تجيز جميع أنواع العبادة الخارجية، وتدع الكنيسة تحكم نفسها بنفسها فيما يتعلق بالعقيدة والعبادة وفقًا للقوانين العامة، فتسود الحرية جميع نواحي المجتمع المدني.
هـ- تلك هي الآراء البارزة في كتب لوك السياسية, وسيكون لها ولآرائه في المعرفة أكبر الأثر على القرن الثامن عشر في إنجلترا وفرنسا، فيشيع المذهب الحسي ويشيع المذهب الحري في الدين والسياسة والتربية.