أ- زميل شلنج في دراسة اللاهوت بجامعة توبنجن، وأكبر منه بخمس سنين ولكنه تأخر عنه في النشر؛ لأنه أرجأ الكتابة إلى ما بعد الفراغ من تكوين مذهبه بجميع تفاصيله، مستخدمًا في ذلك ثقافة واسعة دقيقة في الفلسفة والعلوم الطبيعية والرياضيات واليونانية واللاتينية والتاريخ والفنون والاجتماع، فجاءت كتبه عرضًا منظمًا واضحًا نهائيًّا لفلسفته. عين أستاذًا بجامعة إيينا سنة ١٨٠١، فالتقى هناك بفختي وشلنج، وعمل مع شلنج زمنًا ما، ثم افترقا لتباين العقلية واختلاف الرأي. وبعد معركة إيينا رحل إلى جنوب ألمانيا، ومكث في نورمبرج ثماني سنين. ثم عين أستاذًا بجامعة هيدلبرج " ١٨١٦ " فأستاذًا بجامعة برلين " ١٨١٨ " حيث بلغ ذروة الشهرة والمجد, والتفَّ حوله التلاميذ النابهون. شغل منصبه هذا إلى وفاته، وكانت وفاته بالكوليرا.
ب- كتبه الحاوية لمختلف وجهات مذهبه سبعة: أولها "فينومنولوجيا الذهن"" ١٨٠٧ " أي: وصف الظواهر الذهنية وآثارها في حياة الإنسان، يصف فيه تطور الفرد وتطور النوع، أي: علم النفس وتاريخ المدنية متداخلين حتى ليصعب أحيانًا كثيرة التمييز بينهما؛ والكتاب بمثابة مدخل إلى المذهب. ثم يجيء كتاب "المنطق" في ثلاثة مجلدات " ١٨١٢ - ١٨١٦ " وهو عرض للمعاني الأساسية الميتافيزيقية والمنطقية، فهو حجر الزاوية في بناء المذهب. والكتب الباقية تعالج أقسام المذهب:"موسوعة العلوم الفلسفية"" ١٨١٧ " و"مبادئ فلسفة الفقه"" ١٨٢١ " و"دروس في فلسفة الدين" و"تاريخ الفلسفة" و"فلسفة الجمال" نشرت بعد وفاته. أما أسلوبه فغاية في التجريد والتعقيد, حافل بالمصطلحات.